تعرضت الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية لضغوطات ومضايقات غير مسبوقة منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نتيجة لموقف إدارة جو بايدن الداعم للاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد استجاب ملايين المسلمين الأمريكيين بشكل فعال من خلال التعبير عن رفضهم لهذا الموقف، وتجديد تعهدهم بالنضال من أجل حقوقهم كموطنين وناخبين. ورغم تعرض المسلمين لتهديدات في الماضي، إلا أن ردود فعلهم الحالية تُعتبر الأشد منذ عقود، حيث تزايد شعورهم بالهوية الدينية والانتماء إلى مجتمعهم.

ومع بداية ما يُعرف بأحداث “طوفان الأقصى”، بدأ مسلمو أمريكا في التشكك في مدى ترحيب المجتمع بهم، على الرغم من محاولاتهم السابقة للاندماج في المجتمع الأمريكي. فقد عبر بعضهم عن عدم شعورهم بالانتماء، في ظل تصاعد مشاعر الخوف والتهديد بسبب مواقفهم المناهضة للاعتداءات الإسرائيلية. في الوقت نفسه، أظهرت دراسة لهؤلاء الأفراد أن البعض الآخر استمد قوة من مؤازرتهم لقضية فلسطين، مما عزز شعور الفخر بالهوية الإسلامية وفتح باب النشاط السياسي بشكل أكبر.

علاوة على ذلك، تم تعزيز الهوية الجديدة لدى بعض الأجيال الشابة من مسلمي أمريكا من خلال الأحداث الأخيرة، حيث شجع العنف والعدوان ضد غزة العديد من الشباب على التفاعل مع قضاياهم وأعطى معنى أعمق لهويتهم. لقد أدت هذه التطورات إلى زيادة اهتمام الأطفال بماضيهم وقضيتهم، وأسهمت في تطوير مهارات التواصل والعمق في النقاشات حول التحديات التي يواجهونها.

لكن بالرغم من التطورات الإيجابية في إطار الهوية والانتماء، لم تكن الأمور خالية من التحديات. فقد شهدت الجالية المسلمة موجة من الاعتداءات والتهديدات، بما في ذلك زيادة كبيرة في الجرائم بدوافع الكراهية، حيث ازدادت الشكاوى المتعلقة بالتحيز بشكل ملحوظ بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقد تمثل هذا الاعتداء في حوادث مأساوية، مثل مقتل طفل فلسطيني أمريكي، مما أدى إلى تصاعد مشاعر القلق والخوف بين المسلمين الأمريكيين.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، أصبحت قضية غزة عاملاً حاسماً في تحديد تصويت المسلمين الأمريكيين. حيث يرون في أصواتهم قوة مؤثرة حتى لو كانت عددهم قليلاً في الولايات المتأرجحة. ورغم التحديات، يسعى المسلمون للاستفادة من تجاربهم السياسية لتأمين مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم من خلال المشاركة الفاعلة في السياسية الأمريكية.

أخيراً، يتطلّع المسلمون الأمريكيون إلى تغيير التركيبة السكانية في الولايات المتحدة، حيث تشير التوقعات إلى أن عددهم سيصبح قريباً من عدد اليهود بحلول عام 2050. وتعتبر هذه الزيادة المستمرة في أعداد المسلمين في أمريكا نتيجة لاستمرار الهجرة، مما يعزز الأمل في إمكانية تحسين واقع المسلمين في المجتمع الأمريكي ويشجعهم على العمل من أجل حقوقهم وتعزيز انتمائهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.