تواصل جماعة أنصار الله الحوثيين تنفيذ هجمات متعددة على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل وبلدان أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، في إطار تصعيد عسكري متوازن مع الأحداث في غزة. منذ نحو عام، بدأت هذه الهجمات بالتركيز على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وامتدت إلى البحر الأبيض المتوسط. وفي خطاب مصور للذكرى السنوية لمعركة طوفان الأقصى، أشار زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إلى استهداف قواتهم لـ 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني على مدار السنة، مؤكداً أنهم استخدموا الصواريخ والطائرات المسيّرة لتنفيذ الهجمات.
أحد أبرز الهجمات التي نفذها الحوثيون كان اختطاف السفينة “جلاكسي ليدر” في نوفمبر 2023، التي احتجزت في مدينة الحديدة مع طاقمها المكون من 25 فرداً. الحوثيون ربطوا مصير الطاقم بالمفاوضات مع حركة حماس، مشيرين إلى أن السفينة تعمل لصالح إسرائيل. كما استهدفت القوات الحوثية سفينة الشحن “روبيمار” في فبراير 2024، مما أدى إلى إصابتها بشكل خطير وغرقها في وقت لاحق، مما تسبب في تسريب بترول في البحر الأحمر.
وفي يونيو 2024، صرحت جماعة الحوثي عن استهداف السفينة اليونانية “توتور”، وقامت بإغراقها بزورقين مسيّرين، معبرة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني. هذا الهجوم أدى إلى فقدان أحد أفراد طاقم السفينة وكانت لها تداعيات خطرة على الصناعة السمكية في اليمن. بالإضافة إلى ذلك، غرق عدد من السفن الأخرى نتيجة لهذه الهجمات، مثل سفينة “فيربينا”، مما ألقى بظلال من الشك على سلامة الملاحة البحرية في المنطقة واستقرار البيئة.
البحر لم يكن الساحة الوحيدة للهجمات، فقد كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية والعسكرية على أهداف إسرائيلية. ففي 31 أكتوبر 2023، أطلق الحوثيون طائرات مسيّرة وصواريخ تجاه أهداف إسرائيلية متعددة، مستهدفين في ذلك عواصم وبلدات قريبة من مناطق النزاع، مثل تل أبيب. تمكن الحوثيون من إحداث الكثير من الأضرار مما أدى إلى إصابة الإسرائيليين وإحداث حالة من الذعر. كما استخدم الحوثيون طائراتهم المسيرة المتطورة، مشيرين إلى تكنولوجيا غير مسبوقة تساعدهم على العبور من الأنظمة الدفاعية.
الحوثيون ادعوا أن قواتهم دمرت أهدافاً بضربات نوعية، ونجحت في الهجمات من مسافات بعيدة. في 15 سبتمبر 2024، كشفوا عن استهدافهم باليستياً لأهداف في يافا، وأكدوا فشل الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ. كما أشاروا إلى استخدامهم لصواريخ فريدة يمكنها قطع مسافات طويلة بسرعة فوق الصوت. وهو ما يعكس تفوقاً تكنولوجياً ملحوظاً يعزز من قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات معقدة.
تتجه الأنظار إلى مستقبل هذه الهجمات وتصاعد التوترات في المنطقة، حيث تظهر الجماعة الحوثية جهودها المستمرة للوصول إلى أهداف بعيدة مثل تل أبيب، في سياق المواجهات المستمرة. ويعد هذا التصعيد جزءاً من المعركة السياسية والعسكرية الأوسع المتعلقة بالصراع في غزة، حيث تستمر جماعة الحوثي في تأكيد ارتباط تحركاتها بالوضع الفلسطيني، مؤكدة دعماً للقضية الفلسطينية بتوجيه ضربات للقوات المعادية.