في ظل التوتر المتزايد بين تل أبيب وطهران، تستضيف إيران مناورات “أيونز 2024” البحرية، بمشاركة روسيا وسلطنة عمان وعدد من الدول المطلة على المحيط الهندي. تقام المناورات تحت شعار “معا من أجل محيط هندي آمن ومستقر”، حيث أعلن الأدميرال مصطفى تاج الديني أنها تشمل تدريبات متنوعة تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين القوات البحرية المشاركة. وبفضل مشاركة الهند وبلدان أخرى كمراقبين، تعكس هذه المناورات العلاقات العسكرية المتنامية بين إيران والدول المجاورة، كما تظهر التحديات الأمنية الماثلة في المنطقة، وهو ما يتطلب التعاون والتنسيق.

تشمل مناورات “أيونز 2024” تدريبات ميدانية متعددة، ومنها التعامل مع حرائق السفن والبحث والإنقاذ، بالإضافة إلى ورشات عمل لنقل الخبرات. وقد شارك فيها قوات بحرية من الجيش والحرس الثوري الإيرانيين، مما يعكس التنوع الكبير في الوحدات المشاركة. تسعى هذه المناورات إلى تحسين القدرة على مواجهة التهديدات الأمنية التي تؤثر على التجارة الدولية في المحيط الهندي، وذلك من خلال تعزيز التعاون الإقليمي في هذا المجال.

يعتبر مؤتمر “أيونز” مبادرة إقليمية أُقيمت عام 2008 بجهود البحرية الهندية، لتعزيز الأمن الجماعي ومواجهة التهديدات الأمنية. ومنذ ذلك الحين، أُقيمت فعاليات عسكرية سنوية تهدف إلى دعم التعاون بين الدول المطلة على المحيط الهندي. يبرز الباحث في الشؤون العسكرية، محمد مهدي يزدي، أهمية هذه المناورات في تحسين التنسيق بين الدول الأعضاء وتبادل المعلومات اللازمة لمواجهة الأزمات والتهديدات المحتملة.

وفي قراءة أوسع للأمن الإقليمي، يشدد يزدي على أن المناورات تمثل استجابة للأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط، وخاصة مع حشد الدول الغربية لأساطيلها في المنطقة. هذا التوتر يعكس الحاجة الملحة لتعزيز الاستعدادات البحرية الإيرانية وتطبيق الخطط اللازمة لحماية ممرات الملاحة الهامة، من مضيق هرمز إلى البحر الأحمر. وهذا يشير إلى أهمية هذه المناورات كوسيلة لتعزيز القدرات الدفاعية والعملياتية للدول المشاركة.

بدوره، يرى الخبير الأمني محمد قادري أن هذه المناورات تعكس القدرة الإقليمية على ضمان الأمن دون الحاجة للتدخل الأجنبي، كما تبرز العلاقة المتوترة بين عسكرة المياه الدولية وهدف مؤتمر “أيونز”. يعبر قادري عن قلقه من التأثيرات السلبية للتواجد العسكري الأجنبي على الأمن البحري، مشيراً إلى أهمية ضمان استقرار المنطقة من خلال التنسيق بين القوى الإقليمية بدل الاعتماد على القوات الدولية. هذه الفكرة تعزز من قيمة المناورات كوسيلة لرسم واقع أمني مختلف في المنطقة.

في المحصلة، إن إجراء مناورات “أيونز 2024” يعكس التحولات الجارية في الديناميكيات الأمنية الإقليمية، حيث تؤكد الدول المشاركة حقوقها في حماية مياهها وإظهار قدرتها على التعاون في مواجهة التهديدات البحرية. كما أن المناورات تبرز أهمية تأمين الممرات الرئيسية بين القارات، وتعكس الرغبة في التحرر من الهيمنة الغربية وتحقيق الاستقرار الإقليمي بالاعتماد على التعاون بين الدول.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version