ردت إيران عسكريا على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق، مما أسفر عن مقتل 7 عسكريين إيرانيين، من بينهم قائد كبير في قوات الحرس الثوري، وأثار هذا التصعيد تساؤلات في واشنطن حول احتمال شن إسرائيل ضربة انتقامية. وعلى الرغم من تراجع بعض الخبراء الأميركيين بخوف من دفع الهجمات في الشرق الأوسط إلى هاوية الصراع، إلا أن العديد منهم يرون أن هذا التصعيد يعكس فشل سياسة الإدارة الأميركية تجاه المنطقة.
تبنت إيران هذه الهجمات كرسالة للحفاظ على موقف إقليمي قوي دون إشعال حرب شاملة، ودللت على استعدادها وقدراتها على الانتقام من إسرائيل. الردود الإيرانية على الهجمات الإسرائيلية تؤشر على توازن جديد بين الدولتين، حيث تحاول إيران وإسرائيل استعادة الردع وتحديد قواعد جديدة للصراع بينهما بشكل مؤثر.
رغم أن إدارة بايدن تبذل جهودا لمنع اتساع رقعة الصراع، إلا أن السؤال عن تأثيرها على رد فعل إسرائيل لا يزال قائما. يعتقد الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيحصل على دعم أقوى في حال فوز دونالد ترامب، وربما قد تستمر الحيادية الأميركية في هذا الصراع لأسباب سياسية وانتخابية.
تقدمت إيران برسالة واضحة للولايات المتحدة وإسرائيل بأنها لن تسمح بالعمليات العسكرية الإسرائيلية دون الرد، ويرى خبراء أن إيران تسعى لإظهار قوتها واستعدادها للدفاع عن مصالحها. بالإضافة إلى ذلك، يرى آخرون أن التصعيد الحالي يجسد فشل السياسة الأميركية في المنطقة وتركها تتجه نحو حافة الهاوية.
تأكيد المحللون على أن التوازن الجديد الذي يسود الصراع بين إيران وإسرائيل يحتاج إلى استقرار الردود الإسرائيلية لتحديد ملامح الصراع المستقبلي بين الدولتين. من المهم معرفة ما إذا كانت إدارة بايدن قادرة على التأثير على رد فعل إسرائيل وإظهار القواعد الجديدة في الصراع القائم بين الطرفين.
أثارت الهجمات الإيرانية على إسرائيل تساؤلات حول قدرة إسرائيل على التحكم في الصراع، خاصة مع استخدامها المزايا التكنولوجية والاستخباراتية لوقف الهجمات المدمرة التي تطلقها إيران. يتوجب على إسرائيل التصرف بحكمة وحسم للحفاظ على التوازن الجديد وتجنب إشعال حرب أوسع في المنطقة.