الهجرة العكسية تعتبر ظاهرة مقلقة في كندا، حيث يشير تقرير حكومي إلى أن ما يزيد عن 15% من المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد في الفترة من عام 1982 إلى عام 2017 غادروا البلاد، وتشير الإحصائيات إلى أن بين 80 إلى 90 ألف مهاجر غادروا كندا بين عامي 2021 و2022، مما يرفع قلقا بشأن مستقبل الهجرة في البلاد. تحدث المهاجرون الذين غادروا عن صعوبات عدة تواجههم في كندا، مثل صعوبة الحصول على سكن بأسعار معقولة وصعوبة العثور على فرص عمل مناسبة.
من بواقع تجربة المهاجرين، يظهر أنهم يواجهون صعوبات في التأقلم مع المجتمع الكندي وضعف الأنشطة الثقافية المتاحة لهم. على سبيل المثال، يروي بعض المغادرون قصة عدم قدرتهم على الاندماج الثقافي وصراعهم مع توجيهات بشأن المثلية الجنسية في المدارس العامة. مع ارتفاع تكاليف المعيشة والسكن، وعدم توفر بنية تحتية كافية لاستيعاب الهجرة الجديدة، تزداد ضغوط القادمين الجدد وتجعل بعضهم يفكر جديا في مغادرة البلاد.
على الرغم من أن كندا تُعتبر من أفضل الدول للهجرة على مستوى العالم، إلا أن الهجرة العكسية تشكل تحديا جديا للسياسات الهجرة في البلاد. يعتبر الحفاظ على معدل المعيشة الحالي أو زيادته في كندا بحاجة إلى قبول نصف مليون مهاجر سنويا، وهو ما يعكس أهمية ملف الهجرة بالنسبة للحكومة الكندية. تظهر التحديات التي تواجه القادمين الجدد بضرورة توفير دعم كبير لهم للتأقلم في بيئة جديدة.
على الرغم من وجود الدعم المتاح في كندا، فإن الاستمرار في البلاد يعتمد على عدة عوامل، مثل قدرة القادم الجديد على تطوير آليات التكيف، وتحديد الهدف من الهجرة، سواء كان مرتبطا بعوامل اقتصادية أم اجتماعية. تظهر حاجة القادمين لدعم كبير للتغلب على التحديات التي يواجهونها في كندا.