في تحليل نشرته صحيفة هآرتس، تناول المحلل العسكري عاموس هارئيل الهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواسطة طائرة مسيرة، موضحًا أن هذا الحدث يعكس قدرة إيران وحزب الله اللبناني على جمع المعلومات الاستخباراتية بشكل دقيق ومدروس. وأثار الهجوم مخاوف بشأن فاعلية الأنظمة الدفاعية الجوية الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى زيادة حدة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران في الفترة المقبلة. وأكد هارئيل أن هذا الأسبوع قد يكون “عاصفًا” في منطقة الشرق الأوسط، محذرًا من أن هذه المحاولة على حياة نتنياهو قد تشير إلى الأساليب المحتملة التي قد تعتمدها إسرائيل في لبنان وإيران.

وكشف هارئيل أن حزب الله، بالتعاون مع إيران على ما يبدو، أطلق ثلاث طائرات مسيرة من لبنان، حيث اعترض سلاح الجو الإسرائيلي اثنتين منها. نجحت الطائرة الثالثة في الهبوط بالقرب من منزل نتنياهو، مسببة بعض الأضرار. أشار هارئيل إلى أن الرقابة الإسرائيلية تأخرت في نشر المعلومات حول هذا الهجوم رغم سرعة نشرها من قبل وسائل الإعلام القطرية والسعودية، مما يثير تساؤلات حول إدارة المعلومات في إسرائيل. جاء هذا الهجوم في وقت تستعد فيه إسرائيل لاستهداف إيران بعد إطلاق صواريخ باليستية من طهران.

على الرغم من التهكمات حول رغبة عائلة نتنياهو في الحصول على تعويضات مالية، حذر هارئيل من مغبة الاستهانة بمغزى هذا الحادث، مشيرًا إلى أن الحزب يمتلك أسلحة دقيقة ويستطيع استهداف قادة إسرائيل. وقد أظهرت الهجمات السابقة، مثل محاولة اغتيال القادة العسكريين، مدى العوائق التي تواجهها الدفاعات الجوية الإسرائيلية في مواجهة الطائرات المسيرة. ورغم الضغوط التي تعرض لها حزب الله في الجنوب اللبناني، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقدرات تهديدية تمكنه من إحداث اضطرابات في الحياة اليومية بإسرائيل.

كان هناك أيضًا دلائل على أن حزب الله قد تمكن من تعزيز قدراته الهجومية بعد سلسلة من الاغتيالات التي نسبت لإسرائيل في طهران وبيروت وغزة. هارئيل يرى أن محاولة اغتيال نتنياهو قد تؤثر بالتأكيد على الاستراتيجيات الإسرائيلية المستقبلية في عملياتها ضد إيران ولبنان. كما أفاد أن تسريبات تشير إلى أن أجهزة المخابرات الأميركية تراقب التحركات الإسرائيلية، وأن سلاح الجو قام بإجراء مناورات محاكاة لضربات على إيران.

أضاف هارئيل أن مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولا يُظهر أي علامات على أن مقتله سوف يُحدث تحولًا في نقاشات الأسرى أو المفاوضات. حتى شركاء نتنياهو من المتطرفين دعوا لمواصلة القتال ضد حماس، دون تقديم أي تنازلات في المفاوضات، مما يعني أن سياسة الحكومة قد تبقى كما هي. واعتبر هارئيل أن نتنياهو يعمل ضمن قيود ضيقة بسبب تحالفه مع شركاء يمينيين متشددين.

أشار المحلل الى أن السنوار كان لديه شروط خاصة قد تعيق تقدم حركة حماس في اتخاذ قرارات مشتركة، وأن خليفه المحتمل قد يواجه صعوبات في توحيد الفصائل والعشائر تجاه موقف موحد في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل. يظهر هذا الوضع أن القضايا المطروحة على الطاولة تتطلب توازناً دقيقًا وزخمًا للوصول إلى اتفاقيات تتعلق بمستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version