كشف تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية عن قيام مستوطنين شباب في الضفة الغربية بنشر إعلانات عبر تطبيق واتساب لتوظيف جنود احتياط بهدف حماية البؤر الاستيطانية الزراعية وتحقيق ما يسمى إنشاء مستوطنات جديدة. وأوضح التقرير أن الجنود يعملون حوالي 70 ساعة أسبوعياً، ويتقاضون رواتب مع توفير مكان سكن مؤقت لهم، حيث يتلقون أوامرهم بشكل مباشر من المستوطنين. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من جهود المستوطنين لتأمين وجودهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء التصاعد في التوترات بعد الأحداث الأخيرة في غزة.

المستندات العسكرية تشير إلى أن جنود الاحتياط يجري تجنيدهم ضمن “كتائب الدفاع الإقليمية” للجيش الإسرائيلي، المعروفة بـ”هجماغار”، التي تضم العديد من المستوطنين أيضاً. ومنذ بداية الحرب على غزة، قامت الحكومة الإسرائيلية بنشر حوالي 7 آلاف من هؤلاء الجنود لحراسة المستوطنات، مما يعكس تطور الوضع العسكري والهوس الأمني لدى المستوطنين. يتضمن الإعلان الذي أثار الجدل دعوة لجنود احتياط انتهت خدمتهم العسكرية للانضمام إلى كتيبة الدفاع الإقليمية براتب وسلاح.

تم استدعاء هؤلاء الجنود بناء على الأمر العسكري رقم 8، والذي يخوله تجنيد جنود الاحتياط بشكل عام، ويحق للمجندين الحصول على مكافآت يومية تصل إلى 36 دولاراً بعد فترة محددة من الخدمة. وقد عُززت هذه المكافأة بعد تلقي شكاوى عديدة، مما يعكس أهمية تقديم حوافز مالية لتشجيع الجنود على الانضمام إلى هذا النوع من التجنيد، وهو ما يعطي انطباعاً عن تزايد الحاجة إلى تعزيز القوى الأمنية في تلك المناطق التي تشهد توتراً مستمراً.

على الرغم من عدم وجود حماية دائمة للبؤر الاستيطانية قبل الحرب، إلا أن الوضع تغير مع تزايد السيطرة العسكرية من قبل المستوطنين بعد الأحداث الأخيرة، حيث أصبح المستوطنون هم من يتحكمون في عملية التجنيد للجنود. بناءً على تفاصيل المحادثات مع الجنود، تبين أن المستوطنين يشترطون تقديم هوياتهم الاسرائيلية وأرقامهم العسكرية كخطوة أولى لتسهيل عملية الانضمام، ما يزيد من السيطرة العسكرية لهذه الجماعات على تلك المنطقة.

وفقاً لتجارب بعض الجنود، تبين أن المستوطنين يسعون فعلياً لتوسيع بؤرهم الاستيطانية، حيث يتم منح الأوامر مباشرة من المستوطنين أنفسهم. في حالات متعددة، كان للمستوطنين تأثير مباشر على كيفية سير العمليات، مما يعكس الطبيعة العسكرية غير النظامية التي باتت تتبناها بعض المجموعات الاستيطانية. يوضح أحد الجنود أن الأوضاع الميدانية تشير إلى ضرورة الانصياع للأوامر الصادرة عن قيادات المستوطنين في البيئة الحالية المليئة بالتوترات.

يبدو أن المستوطنين لم يعد لديهم تردد في توظيف الجنود الاحتياط وتوجيههم لأغراضهم الخاصة، مما يفتح المجال لمزيد من التحديات الأمنية والسياسية. يتجلى هذا الواقع في تصريحات أحد المستوطنين الذي أكد أن هناك قائدًا عسكريًا رسميًا، لكنه في الوقت نفسه هو الذي يحمل القيادة الفعلية على الأرض. يُظهر هذا التحول في الأدوار أن هناك رغبة قوية من المستوطنين في تعزيز وجودهم العسكري وتوسيع نطاق السيطرة على الأرض، والتي قد تؤدي في النهاية إلى تفاقم الأوضاع على الأرض وأثرها على العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.