قيل إن اليهود تعرضوا للهولوكوست على يد الحكم النازي في ألمانيا، ولإحياء هذه الذكرى نشرت صحيفة هآرتس مقالا يعرض تعريفات الهولوكوست ودلالاته على سلوك دولة الاحتلال. أُنتقدت المحاولات لتصوير إسرائيل بشكل الضحية دائما لكسب تعاطف العالم والتشديد على خطر إيران. واعتبر رئيس الوزراء نتنياهو أخطر زعيم للدولة اليهودية بسبب استغلاله للهولوكوست لإشاعة الخوف من “الخطر الإيراني”.
هجوم حماس على إسرائيل خلق منافسا جديدا لعدو اليهود، إيران. وتمت مقارنة عجز مؤسسة الدفاع الإسرائيلية في مواجهة أعمال القتل والاغتصاب بين اليهود المضحين في الهولوكوست واليهود في غرف الغاز. تعتبر المحرقة مصطلحا يرمز لحالة تهديد استغلتها السياسين لتحقيق أهدافهم.
الهولوكوست يُعتبر مصطلحا يشير إلى تهديد يهدد الشعب اليهودي وأصبح أداة في يد السياسيين وصانعي الرأي. والمحرقة ليست حدثا زمانيا ومكانيا بل تظهر في أي وقت ومكان، وترمز للقاسم المشترك وهو تدمير الشعب اليهودي. ولذلك يعيش اليهود في إسرائيل بإحساس مستمر بالضحية ويرى المحللان أن هذا الإحساس يتيح لهم التفوق الأخلاقي والمبرر لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.
تنبأ المحللان بثلاث ظواهر خطيرة تتضمن الإحساس بالتفوق الأخلاقي والأحقية في إيذاء المعتدين، والقمع الأخلاقي لمن ينتقدهم أخلاقيا. ويكون الشعور بالضحية عائدا على اليهود بثلاث مظاهر خطيرة تمنحهم الشرعية الأخلاقية للانتقام والاعتداء على الآخرين دون تداول أخلاقي.
الحل يكمن، برأي الكاتبين، في تغيير أخلاقيات الصراع المترسخة في المجتمع الإسرائيلي لإنهاء هذا الدور الضحية. وهو ما يتطلب استبدال القادة الذين يروجون لدور الضحية كوظيفة، والعمل على إنهاء الصراع الأخلاقي لدى الأفراد. وبالتالي يجب أن تبدأ عملية الفطام بمحاولة إخماد الشعور المستمر بالضحية وتحويله إلى موقف أخلاقي يسمح بالتعبير عن النقد بمرونة.