تناولت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير لها اختراقًا سايبرانيًا استهدف مسؤولين دفاعيين وسياسيين في إسرائيل، يُعتقد أن قراصنة إيرانين وراءه. تتضمن التسريبات معلومات حساسة وشخصية، تشمل رسائل بريد إلكتروني وقائمة بعناوين الاتصال لأشخاص بارزين. تم نشر مواد الاختراق على موقع إلكتروني خاص أسسته مجموعة القراصنة، حيث تم التواصل مع جمهورهم عبر قناة تليغرام. من بين الأسماء المُستهدَفة في التسريبات يائير غولان وكمال بنهاسي، ما أثار قلق السلطات الإسرائيلية.

ووفقًا لمحققين إسرائيليين، فإن هذه المجموعة تعتبر جزءًا من شبكة الحرب السيبرانية الإيرانية، تركز على تقنيات التأثير النفسية. لكن يُشير المحققون إلى أن بعض التسريبات لم تكن نتاج عمليات اختراق جديدة، بل تتعلق بمعلومات تم تسريبها في السابق. الهدف من هذه العمليات هو التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي وزرع الخوف في المجتمع. حيث تعمل هذه الشبكات بشكل يكاد يكون منظميًا على سحب المعلومات وإعادة نشرها لأغراض نفسية.

يشير التقرير إلى أن إسرائيل قد تعرضت لموجة غير مسبوقة من الهجمات السيبرانية منذ هجوم حماس الأخير في أكتوبر. حيث طالت هذه الهجمات وكالات حكومية متنوعة، بما في ذلك وزارة الدفاع ومركز الأبحاث النووية. وكشف المحققون أن هناك بالفعل مجموعات من القراصنة الإيرانيين التي لا تكتفي بجمع المعلومات بل تؤدي عادةً إلى ضرر حقيقي في السياسات العامة.

المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون يرون أن هذه التسريبات تمثل جزءًا من الحرب الإلكترونية المستمرة بين الدولتين. وقد أصبح مفهوم التأثير الإلكتروني والعمل على خلق فوضى في الخصوم جزءًا مهمًا من الاستراتيجيات المتبعة من كلا الطرفين. وعبر تسريب المعلومات، يسعى القراصنة الإيرانيون إلى إحداث نوع من الترهيب وزعزعة استقرار الوضع النفسي والأمني في إسرائيل.

المسربون، كما يقول مصدر استخباراتي، لا ينفذون عمليات قرصنة بالمعنى التقليدي، بل هم جزء من شبكة واسعة لنشر المعلومات الوهمية والتأثير. يُضاف إلى ذلك أن الأساليب المستخدمة تتخطى مجرد استهداف الأفراد، بل تهدف إلى التأثير العام وخلق حالة من الشك وعدم الثقة في المجتمع الإسرائيلي ككل.

ختامًا، يبدو أن الأمر يتجاوز كونه مجرد اختراق إلكتروني، بل يمثل صراعًا مستمرًا بين طريقتين مختلفتين للحرب، إحداهما تقليدية والأخرى إلكترونية. وفي خضم هذا الصراع، يتطلب الأمر من الدول المعنية اتخاذ تدابير مضادة فعالة لمواجهة تهديدات القرصنة وتأمين المعلومات الحساسة بشكل أكثر صرامة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version