قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقريرها اليوم الأحد إن إسرائيل تواجه تحديات أمنية متزايدة بعد مرور عام على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ تجد الحكومة نفسها عاجزة عن اتخاذ قرارات فعالة لحماية مصالح الدولة وضمان الأمن للمواطنين في الشمال والجنوب. هذا التحدي يتضمن التصعيد مع إيران، والمواجهات المستمرة مع حزب الله، بالإضافة إلى الفشل في استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. تناول المحلل العسكري عاموس هرئيل في تعليقه على الوضع الحالي الانتقادات الشديدة لسياسات الحكومة الإسرائيلية، مشدداً على أن هذه السياسات أدت إلى الفشل في التعامل مع الأزمات المختلفة.

من ضمن التحديات، أبرز هرئيل التصعيد الأخير مع إيران، حيث سجلت هجمات صاروخية إيرانية ضخمة في بداية الشهر الجاري، تضمنت إطلاق أكثر من 180 صاروخاً باليستياً. وقد يعد ذلك بمثابة تحدٍ استراتيجي كبير لإسرائيل، مما يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على الحفاظ على أمنها في مواجهة هذه التهديدات. وعلى الصعيد الآخر، ذكر المحلل أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في جنوب لبنان قد شهدت تقدماً بطيئاً، بينما يستمر الحزب في قصف الشمال دون أن تؤثر محاولات إسرائيل لاغتيال قادته بشكل واضح على أداء التنظيم.

أيضاً، انتقد هرئيل طريقة تعامل الحكومة مع قضية الأسرى الإسرائيليين، حيث أشار إلى أن هذه القضية تبدو وكأنها مغفلة أو منسية، مما يعكس عدم اهتمام الدولة بمصير هؤلاء الأسرى. وفقاً لرؤيته، فإن الحكومة تركت غزة دون حلول حقيقية، مما جعلها تبدو وكأنها “جبهة ثانوية” مقارنة بالتهديدات الأكبر من الشمال ومع إيران، مؤكداً أن غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع غزة يدل على افتقار القيادة والرؤية في سياسة الحكومة.

فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أشار هرئيل إلى التوتر الحاضر في هذه العلاقة، حيث تسعى الإدارة الأميركية جاهدة لتجنب تصعيد الموقف مع إيران رغم دعمها تحركات إسرائيل للدفاع عن نفسها. انتقد هرئيل الحكومة الإسرائيلية بسبب التهديدات المتكررة بضرب إيران، مشيراً إلى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تدهور العلاقات مع الحليف الأمريكي، مما سيكون له تأثير سلبي على الدعم العسكري والدبلوماسي الذي توفره واشنطن لإسرائيل.

كما أضاف هرئيل أن الحكومة الإسرائيلية تعاني من نقص في النهج الاستراتيجي المتكامل، مشيراً إلى أن الردود العسكرية وحدها لم تعد كافية لمواجهة التحديات الحالية. لوحظ أن سياسات الحكومة قد تؤدي إلى شعور بالإهمال بين الإسرائيليين، مما قد يدفع البعض إلى التفكير في الهجرة. وقد انتهى هرئيل إلى بسبب أن الحكومة الحالية تبعد كل البعد عن تحقيق التوازن الضروري لتأمين التكامل الأمني والعسكري والدولي الذي تحتاجه إسرائيل في هذه المرحلة الحساسة.

في المجمل، ترسم هذه التحديات صورة معقدة لواقع إسرائيل الأمني، حيث أن تداخل الضغوط من عدة جبهات يستدعي إعادة تقييم واضح واستجابة فعالة من قبل الحكومة. بيد أن الفشل في معالجة هذه القضايا، سواء كانت تتعلق بإيران أو حزب الله أو التعامل مع الأسرى، يثير مخاوف جدية حول قدرة إسرائيل على الحفاظ على أمنها ومكانتها في المنطقة على المدى الطويل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version