في مقاله الأخير في صحيفة “نيويورك تايمز”، أعلن الكاتب المحافظ بريت ستيفنز عن قرار انتخابه للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في خطوة غير متوقعة تهدف إلى منع دونالد ترامب من العودة إلى الحكم. وبينما كان ستيفنز يتحدث في مقابلة مع غايل كولينز، أوضح أنه تعرض لضغوط كثيرة من المحيطين به للسؤال عن موقفه من الانتخابات المقبلة، لكنه اتخذ القرار النهائي بالبقاء بعيدًا عن دعم ترامب. وأشار إلى أن أحداث السادس من يناير – التي تتعلق بالهجوم على الكابيتول – ورفض ترامب القاطع للاعتراف بنتائج الانتخابات السابقة يعدان نقطة تحول بالنسبة له.

ستيفنز لم يتردد في توضيح مشاعره تجاه ترامب، حيث وصفه بأنه “مجنون حرفيًا” بحسب آراء بعض أصدقائه. ورغم انتقاده اللاذع لترامب، أعرب عن قلقه من إمكانية عدم قدرة هاريس على مواجهة التحديات التي قد تطرأ من خصوم دوليين مثل الصين وروسيا. ومع ذلك، قال إن خياراته كانت واضحة، مفضلًا دعم هاريس رغم اقتناعه بأنها قد تكون كفاءتها موضع تساؤل. تجسدت فلسفته في تفضيل رئيس يتسم بالكفاءة الضعيفة بدلاً من رئيس يؤمن بأيديولوجية مؤذية.

ستيفنز شبه وضع الانتخابات الراهنة بالصراع على قيم الجمهورية التقليدية، حيث يشعر بأن ترامب يمثل تهديدًا لوحدة البلاد. فقد حذر من أن انتخاب ترامب لفترة ولاية أخرى قد يفاقم من الانقسامات المجتمعية، ويشعل اضطرابات استمرت لعقود. وأكد في مختلف تصاريحه أن الهوية الوطنية في خطر بسبب السياسات التي ينتهجها ترامب والتوجهات التي يشجعها بين أنصاره.

في رده على استفسارات الصحفية حول موقفه من هاريس، أعرب ستيفنز عن استيائه من عدم وضوح مواقفها السياسية، واعتبر أن هناك جوانب لم يتم التطرق إليها بشكل كافٍ. كان ذلك بمثابة دعوة لهاريس لتكون أكثر شجاعة في تعبيرها عن آرائها، مما قد يساعد الناخبين الذين لم يحسموا خياراتهم بعد في فهم خياراتهم بشكل أفضل. في الوقت نفسه، لم تسلم هاريس من الانتقادات، حيث تعهد ستيفنز بأن يقوم لهاريس بتأييد حتى لو لم يكن مثاليًا.

من جهة أخرى، لم يتردد ترامب في الرد على ستيفنز، واصفًا إياه بالخاسر الذي يكره شخصيته. وقد تعكس هذه التصريحات مدى الانقسام الحاد داخل الصف الجمهوري، حيث يتصادم الولاء للأفكار التقليدية مع التصورات الشخصية المفرطة لترامب وتأثيراتها السلبية. وفي هجومه، أشار ترامب إلى أن ستيفنز بات مرتبكًا وغير متأكد من نفسه، وهو ما يعكس الفوضى في الحزب الجمهوري.

تطمح كولينز، زميلة ستيفنز، إلى أن ينشر الناس كلماته وينشروا رسالته في الأوساط المحافظة، أملاً في التشجيع على النقاشات الأكثر انفتاحًا حول مستقبل البلاد. تعكس هذه التحولات في مواقف الشخصيات البارزة على الساحة السياسية أهمية الانتخابات المقبلة كفرصة لتحديد مسار الديمقراطية الأمريكية، وتكوين مستقبل البلاد في ضوء التحديات المتزايدة والخيارات السياسية المتاحة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version