تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها الأخير الأصداء التي تلت الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد الأهداف الإيرانية. وتحدث المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون عن نجاح تكتيكي، إلا أنهم أعربوا عن قلقهم بشأن العواقب الاستراتيجية على المدى الطويل. فقد يخشى البعض أن تستنتج القيادة الإيرانية أن السبيل الوحيد للدفاع عن نفسها هو السعي للحصول على سلاح نووي، وهو ما كان الاستراتيجيون الأميركيون يحاولون تفاديه على مدار 25 عاماً عبر وسائل متنوعة كالتخريب والهجمات الإلكترونية والدبلوماسية.

استهدفت الطائرات الإسرائيلية، عند شنها للضربة، دفاعات طهران الجوية وخلاطات الوقود الكبرى التي تُستخدم في تصنيع الصواريخ. وقد كانت الضربة مفاجئة للإيرانيين، حيث دمرت الدفاعات الجوية التي تؤمن عددًا من المصافي الحيوية، مما أدى إلى عرقلة قدرتهم على إنتاج المزيد من الصواريخ الباليستية. الأمر الذي قد يتطلب أكثر من عام لاستبدال المعدات المتضررة. وقد ركزت الصحيفة على أن عدم كفاءة إيران في الدفاع الجوي قد يزيد من الضغوط عليها، مما يعزز فكرة التوجه النووي.

تدهورت التصريحات الإيرانية عقب القصف، حيث تجمع كبار قادة الحرس الثوري برئاسة خامنئي، الذي أشار إلى أن الوضع لا يجب أن يُبالغ أو يُقلل من خطورته. وبدا أن إدارة بايدن راضية عن النتائج، بعد أن حذر الإسرائيليين من استهداف المواقع النووية الإيرانية. وفي ظل هذه التطورات، أكدت دانا سترول المسؤولة السابقة في البنتاغون أن إيران إن اختارت التصعيد ستكون أهدافها الحيوية عرضة للخطر، ما يعني أن هناك إمكانية للتصعيد أو التهدئة.

من جهة أخرى، يبدو أن طهران لديها خيارات متعددة، منها إمكانية تخفيف القيود المفروضة على برنامجها النووي، خاصة وأنها تمتلك كميات كبيرة من اليورانيوم القريبة من عتبة إنتاج السلاح النووي. وتشير التقارير إلى أن لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المتوسط التخصيب لإنتاج ما بين 3 إلى 4 أسلحة نووية، مما يزيد من المخاوف حول نواياها المستقبلية.

رغم أن مسؤولين أميركيين أبدوا عدم رؤية دلائل واضحة على أن إيران تتجه نحو التسلح النووي، إلا أن الظروف الحالية قد تغذي شعور المواجهة والخوف الوطني، مما قد يدفعها نحو القرار النووي. هذا وتسائلت الصحيفة حول الشكل الذي ستأخذه إيران إذا لجأت إلى التصعيد في ظل الظروف الراهنة.

وفي ختام التقرير، أشارت “نيويورك تايمز” إلى الانقسام الداخلي في إسرائيل بشأن الاستراتيجية المتبعة في التعامل مع إيران. فقد انتقد بعض المسؤولين، سواء من اليمين أو من المعارضة، رئيس الوزراء نتنياهو لتجنبه توجيه ضربات مباشرة لأهداف حيوية، مشيرين إلى أن الضربة التي تمت في الأول من أكتوبر كانت غير كافية ويجب أن تُعتبر البداية فقط. وقد زادت هذه الانتقادات من تساؤلات الرأي العام حول كيفية التعامل مع التهديد الإيراني وكيفية الرد بشكل يتناسب مع حجم التحديات المطروحة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version