أكد ديفيد فرينش -في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز- أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا بفعالية، وأن سياسته الخارجية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي وإضعاف مكانة أميركا العالمية وتقوية خصومها، ما قد يدفع حلفاءها إلى الالتفات للسلاح النووي بديلا عن الضمانات الأمنية الأميركية. 

ويرى فرينش -كاتب عمود الرأي- أن تعامل ترامب مع أوكرانيا وروسيا أكبر دليل على نهج إدارته السياسي المتناقض، الذي يتسم بالجلافة والحزم تجاه حلفاء الولايات المتحدة، والضعف والإذعان تجاه خصوم الغرب المسلحين نوويا، وعلى رأسهم روسيا.

أبرز محطات وأحداث الحرب الروسية الأوكرانية

ضعف صادم

وانتقد فرينش تعامل ترامب مع روسيا، واصفا إياه بـ”الضعف الصادم”، إذ تظهر مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -التي عدتها روسيا انتصارا دبلوماسيا- واقتراحه إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع حتى بعد غزوها أوكرانيا، استعدادا فاضحا لاسترضاء موسكو.

وأضاف الكاتب أن مثل هذه التصرفات تبعث برسالة واضحة مفادها أن “ترامب غير مستعد للوقوف في وجه العدوان الروسي”، وقد يظهر ذلك للعالم انهيار النظام الدولي القائم على التحالفات منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويدفع بدول لطالما قاومت التسلح النووي مثل بولندا وكوريا الجنوبية واليابان لإعادة النظر في موقفها.

وأشار الكاتب إلى أن أفعال إدارة ترامب “الفوضوية” تقوّض أي حل فعال للحرب، فقد رفض وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقال إن استعادة الأراضي الأوكرانية من روسيا مطلب غير واقعي.

وعلى الرغم من تراجعه عن هذه التصريحات لاحقا، فإن “الضرر قد وقع”، وفهمت روسيا أن إدارة ترامب كانت تفكر جديا في التنازل عن المطالب الأوكرانية الرئيسية.

الانتشار النووي

وتساءل المقال عما إذا كان من الممكن لأمة لا تمتلك ترسانة نووية أن تكون حرة ومستقلة حقا، ولفت إلى أن جميع بلدان العالم تترقب نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية للإجابة عن هذا السؤال، وإذا ما فشلت أوكرانيا في ردع عدوان روسيا النووية بسبب ضعف دعم الولايات المتحدة، فقد تسعى مزيد من الدول إلى استخدام الأسلحة النووية لضمان أمنها.

وعلق الكاتب بأن رؤية ترامب للعلاقات الدولية تتجاهل دروسا تاريخية ثمينة، فمثلما يرفض البعض استخدام اللقاحات لأنهم لم يختبروا أهوال الإصابة بمرض شلل الأطفال، نسي ترامب أن السلام ليس الوضع الطبيعي بالعالم، بل يجب الحفاظ عليه عبر التحالفات الوثيقة والردع الحازم.

واختتم الكاتب مقاله بالتحذير من أن الانعزالية التي ينتهجها ترامب، بما في ذلك تشجيعه أوروبا على التسلح والاستقلال بحاجاتها الدفاعية عن الولايات المتحدة، تفكك هذه الضمانات الأمنية وتزيد من احتمال نشوب صراعات مستقبلية.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version