في مقال رأي نشر في نيويورك تايمز، حذّر الكاتب الدكتور محمد آغا الكردي من المخاطر الصحية المتزايدة التي تواجه سكان غزة، خاصة الأطفال في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وأشار المقال إلى أن انتشار الأمراض والأوبئة يشكل تهديدًا كبيرًا، ليس فقط على غزة، ولكن على المنطقة بالكامل، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار يضمن حقوق السكان ويعيد لهم ما هو مفقود.
تسلط المقالة الضوء على الظروف الصحية الحرجة للأطفال، مشيرة إلى تفشي شلل الأطفال في غزة، وأكد الكاتب أن استمرار القصف الإسرائيلي عرقل حملات التطعيم اللازمة لمكافحة هذا المرض، بالإضافة إلى أن نقص المياه الصالحة للاستخدام يزيد من خطر انتشار الأوبئة بشكل عام. ويُظهر الوضع المأساوي المتزايد أن الأطفال يتعرضون لأمراض جلدية متنوعة نتيجة الاستحمام بمياه ملوثة، حيث يصل الكاتب وفريقه إلى 180 حالة يوميًا.
عاد فيروس شلل الأطفال للظهور في غزة في أغسطس الماضي، مما أثار قلق منظمة الصحة العالمية، التي بدأت بالتعاون مع منظمات أخرى حملة تطعيم شاملة تشمل 680 ألف طفل في القطاع. رغم الجهود المبذولة، فإن العمل تحت القصف المستمر يمثل تحديًا كبيرًا، حيث لا تستطيع اللقاحات أن تكون فعالة إلا إذا كان الأطفال موفورين التغذية، وهو ما يُعتبر جائحيًا بسبب نقص المواد الغذائية والمساعدات.
مع الهجمات العسكرية، نزح حوالي 2.2 مليون شخص إلى مناطق مكتظة، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني. وفى هذا السياق، تساءل الكاتب عن جدوى حملات التطعيم في هذه الظروف، حيث أن الجرعات تحتاج إلى فترات زمنية بينهما، ويواجه الأطفال خطر الإصابة بأمراض مثل الكوليرا أو الإصابات الناتجة عن الغارات الجوية، مما يجعل الاحتفال بنجاح التطعيمات بلا معنى.
وفي ظل الظروف الصعبة، يعبر الكاتب عن حاجته لتحرك دولي فعال لوقف إطلاق النار، وإعادة بناء النظام الصحي في غزة الذي دمرته الحرب. ويؤكد على ضرورة ضمان حقوق السكان وتوفير الخدمات الأساسية لهم، مشيرًا إلى أن الأوبئة لن تقتصر على غزة، بل ستتجاوز الحدود لتطال الدول المجاورة.
ختامًا، يدعو المقال إلى ضرورة العمل الجماعي الدولي للإيفاء بالتزامات الإنسانية تجاه سكان غزة، مشددًا على أهمية تقديم المساعدات اللازمة والدعوة لوقف العدوان، لتفادي المزيد من الأزمات الإنسانية التي قد تؤثر على جميع دول المنطقة.