حصلت مجلة نيوزويك على مقابلة حصرية مع مسؤول كبير في حركة حماس، حيث قدم تقييمه للأحداث التي شهدتها المنطقة على مدار عام من الحرب مع إسرائيل. واعتبر المسؤول أن الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في “معركة طوفان الأقصى” من قطاع غزة، يندرج ضمن سلسلة من الانتصارات الإستراتيجية والتكتيكية التي اتخذتها الجماعات المتحالفة مع إيران. وفي سياق ذلك، ذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية تشير إلى مقتل أكثر من 42 ألف شخص في غزة، بينما قُتل 350 من الجنود الإسرائيليين، مع بقاء نحو 100 إسرائيلي محتجزين لدى حماس.

الحديث عن أهداف الحرب كان محوريًا في المقابلة، حيث قدم المسؤول تقييمًا لسبل تحقيق الأهداف المحددة من قبل الحكومة الإسرائيلية، ومن بينها إضعاف حركة حماس وجعل غزة غير قادرة على تهديد إسرائيل. ورغم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها حماس، يرى المسؤول أنها تمكنت من استعادة العمليات الهجومية ضد إسرائيل، مستندًا إلى الهجوم الصاروخي الكبير الذي وقع على ذكرى بدء الحرب.

أثناء سرد نتائج الحرب، تناول المسؤول التداعيات الإيجابية لحماس على المستوى الخارجي، مشيرًا إلى الفشل الإسرائيلي في النيل من المقاومة الفلسطينية. وكان له انتقادات حادة لتحليل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لأهداف الحرب، مستندًا إلى أنه على الرغم من القوالب الهائلة من الدمار التي ألحقها جيش الاحتلال، فإن إسرائيل لم تتمكن من مد نفوذها وتحقيق أهدافها المنشودة.

وأشار المسؤول أيضًا إلى العوامل الخارجية التي أعاقت جهود إسرائيل في فرض الحلول التي ترغب بها، بما في ذلك الدور الأمريكي في تقديم الدعم العسكري. حيث واجهت إسرائيل صعوبات في ضمان الهدوء بسبب تزايد المشاعر المناهضة لها في المنطقة، ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حلول عادلة وضمان حقوق الفلسطينيين.

في الإطار ذاته، تطرق المسؤول إلى التأثيرات السلبية لمواقف الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الانحياز المستمر لصالح الاحتلال الإسرائيلي يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة. كما عبر عن قلقه من تأزم الأمور على الساحة الإقليمية، مؤكدًا أن التقاعس عن حل القضية الفلسطينية لن يجلب الاستقرار للمنطقة، بل سيواصل تعزيز الشعور بالسخط والاحتقان ضد الوجود الأمريكي.

في النهاية، أختتم المسؤول بتأكيد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يحل بشكل نهائي ما لم تُعطى الحقوق للشعب الفلسطيني، وذلك في ضوء الدروس المستفادة من السنة الماضية، وما تركه من آثار مدمرة على الجميع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.