بدأت معاناة الفتاة الفلسطينية نغم كُلّاب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذارات بالهجوم على مدينة غزة وشمالها، مما أجبر آلاف السكان على النزوح إلى مناطق الجنوب هربًا من نيران الاحتلال. كانت نغم، التي لا يتجاوز عمرها 17 عامًا، شاهدة على أحداث جسيمة وفقدان لأحبائها، في ظل حصار خانق مفرض على قطاع غزة، حيث واجهت من الصعوبات ما يعجز عنه الكثيرون على مدى حياتهم.

تروي نغم قصتها بدءًا من نزوحها المستمر، فقد انتقلت مع عائلتها من غزة إلى خان يونس، ثم إلى مواصي خان يونس، آملاً في العثور على ملاذ آمن بعيداً عن نيران القصف. لكنها تكتشف سريعًا أن المعارك تشتعل حولها، مما يجبرها وعائلتها على الهرب مجددًا إلى منطقة تُسمى “المنطقة الإنسانية”. تخبر نغم كيف انقلبت حياتهم رأسًا على عقب وكيف تواصلت المعاناة رغم محاولاتهم المتكررة للإفلات من الخطر.

عاشت نغم وزوج خالتها وعائلتين مختلفتين تجربة مريرة حين حوصروا لمدة ثلاثة أيام في مواصي خان يونس. تتذكر بشكل مؤلم كيف كانت محاصرة في منطقة مغلقة من جميع الجهات، حيث تم إطلاق النار عليها وعلى عائلتها، مما أسفر عن إصابة أحد أفراد العائلة واستشهاد آخرين. تكشف عن الفاجعة عندما لم يتمكنوا من دفن الشهيدين إلا بعد 40 يومًا من استشهادهما، في ظل ظروف تمنعهم من الوصول إليهما.

تعمق الخوف والمعاناة في نفوس النازحين، ومع ذلك، استمرت محاولة نغم وعائلتها في النجاة. ومع ذلك، نجحوا في الوصول إلى منطقة الصناعة، التي كانت محاصرة من جميع الجهات، ولكن بعد أيام قليلة، وقعوا مرة أخرى تحت حصار مشدد، مع وجود حواجز إلكترونية وسقوط عدد من الشبان في الاعتقال. هذا الواقع المأساوي يعكس مدى الصعوبات التي يعاني منها المدنيون في الصراع.

بعد فترة انقطاع طويلة عن هوايتها المفضلة في الرسم، قررت نغم استعادة شغفها، حيث قامت برسم لوحات تعبر عن الألم والصمود الذي تعيشه في ظل الأوضاع المأساوية. قدمت في لوحاتها مشاعر الفقد، والأمل، والمعاناة، مثل اللوحة التي تجسد لحظة استشهاد ابنة خالتها، بينما تصور أخرى معاناة النازحين في المخيمات. هذا الفن يعكس بشكل عميق التجربة الإنسانية المؤلمة التي يتعرض لها أهل غزة كل يوم.

تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 1.9 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق مختلفة في غزة، موزعين على خيام ومدارس ومراكز إيواء تعرضت للقصف. وفيما تواجه إسرائيل مقاومة عنيفة، فقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 137 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن آلاف المفقودين. Amidst this suffering, نغم كُلّاب تبقى رمزًا للأمل والصمود، حيث تواصل مواجهة التحدياتــ رغم كل المآسي التي شهدتها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.