في غضون سنواته الـ32 في رئاسة المؤسسة التشريعية، التقط مراقبون وجود فوارق في علاقة بري مع دمشق في عهد الأسدين الأب والابن، فقد كانت ثابتة ومستقرة في عهد الأسد الأب، في حين أن الكيمياء لم تكن فاعلة منذ عام 2000 بين بري ومن أسماهم المعلق اللبناني المعروف جان عزيز “زمر بشار”.

وينسب عزيز إلى مصادره قولها إن بشار الأسد لم ينسَ ولم يغفر له تمريره حكومة نجيب ميقاتي الأولى سنة 2005 التي حقّقت الانتقال من زمن هيمنة سوريا إلى زمن ما بعدها. كما أن عدم مشاركة ميليشيات أمل إلى جانب حزب الله في سوريا بعد العام 2012 بقيت حاضرة في بال المراقبين.

هانيبعل

وفي ملف آخر، تحدثت معلومات صحفية عن غضب الأسد الابن من بري بسبب تجاهل لبنان لوضعية هانيبعل نجل العقيد الراحل معمر القذافي كلاجئ سياسي في سوريا واختطافه منها ثم احتجازه منذ سنوات في لبنان بدعوى البحث عن معلومات تتصل باختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه. وهو ما أكدته مصادر حقوقية لبنانية لافتة إلى أن بري هو من اختار المحقق العدلي بالقضية وليس وزير العدل.

بشار الأسد (يمين) مستقبلا بري في دمشق عام 2008 (رويترز)

قبل 10 أيام من جلسة انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان بعد عامين ونصف من الشغور الرئاسي، نشر الكاتب جان عزيز مقالا في موقع “أساس” شبّه فيه بري بكميل شمعون الموصوف بأنه أدهى رؤساء لبنان منذ استقلاله عن فرنسا عام 1946، فتحت عنوان “بري شمعون الشيعة.. 40 عاما نبيها” امتدح المحلل سيرة بري مستشهدا بأكثر من محطة تثبت شمائل الرجل، واختتم مقاله بالقول: “نبيه بري، قيل إنه ‘شمعون الشيعة’. وعليه اليوم مهمة إنقاذ لبنان من سلاطين كثر، ومسؤولية الانتقال من الماضي إلى المستقبل”.

أما المحلل الأردني عريب الرنتاوي فقد أبدى انبهاره في مقاله المنشور على الجزيرة نت بعنوان ” أسباب استعجال إسرائيل الحل في لبنان والتباطؤ في غزة” بالكفاءة التفاوضية لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، بعد إنجاز الأخير مع المبعوث الأميركي أموس هوكوستين اتفاقا، جّمد أشرس مواجهة منذ عقود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وفي المقال المنشور 26 نوفمبر/ تشرين الأول 2024 – أي قبل شهرين من اتفاق غزة – عقد الرنتاوي مقارنة بين تولي بري ملف التفاوض نيابة عن حزب الله وحركة أمل، وموقف حماس والمقاومة في غزة “اللتين لم تجدا ( نبيه بري فلسطيني) يتولى التنسيق عن المقاومة والنطق باسمها والدفاع عنها”، ليصل إلى الإقرار الضمني، بأن هذا  السياسي اللبناني الحاضر منذ 57 عاما في الشأن اللبناني بلا انقطاع، هو أيضا مفاوض محنك.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version