ناقش موقع “ناشيونال إنترست” حادثة إطلاق صاروخ من قبل جماعة الحوثيين اليمنية في يونيو 2023، والذي اقترب بشكل خطير من حاملة الطائرات الأميركية “دوايت دي أيزنهاور” أثناء تواجدها في البحر الأحمر، حيث مر على بعد 200 متر منها فقط. رغم أن الصاروخ لم يصب الحاملة، إلا أن هذا الحادث يكشف عن القدرات المتزايدة للحوثيين في استهداف السفن الأميركية، مما يثير مخاوف بشأن التهديدات القائمة والحاجة إلى زيادة اليقظة. ولعله ليس الأول من نوعه، حيث حدثت حالات مشابهة، منها صاروخ آخر كاد يصيب حاملة الطائرات “غرافيلي”.

على الرغم من أن أي حاملة طائرات أميركية لم تغرق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن قدرة الحوثيين على إطلاق مثل هذه الصواريخ يمكن أن تتسبب في أضرار جسيمة. يشير التقرير إلى أن الهجوم قد يؤدي إلى خسائر بشرية فادحة، حتى وإن لم يكن كافياً لإغراق حاملة طائرات نووية عملاقة أو شل حركتها. وفي السياق، أوضح مايكل نايتس في مقال بمجلة “سانتينيل” أن التقنيات التي استخدمها الحوثيون في تتبع الأهداف واستهدافها بدقة كانت العامل الرئيسي في تحقيقهم لمثل هذه النجاحات.

من جهة أخرى، تفيد التقارير أن الصاروخ الباليستي المضاد للسفن الذي أطلقه الحوثيون اقترب جداً من “أيزنهاور”، مما يدل على عدم وجود وقت كافٍ لإصدار التحذيرات اللازمة أو اتخاذ إجراءات الاعتراض. يحدث هذا في وقت تزداد فيه الأنباء عن استهداف الحوثيين للمدمرة الأميركية “يو إس إس جرافيلي”، حيث مر صاروخ كروز مضاد للسفن قريباً جداً منها في يناير 2024، ولكن تم تدميره بواسطة نظام الدفاع القريب “فالانكس”.

يؤكد الموقع أن هذه الحوادث تشير بشكل واضح إلى ضرورة أن تبقى البحرية الأميركية في حالة استعداد دائم، نظراً لأن الحوثيين لا يحتاجون في محاولاتهم إلى أكثر من حظ لكي يصيبوا السفن الأميركية التي تتواجد في البحر الأبيض المتوسط. وفي هذه الأوقات التي تزداد فيها حدة التحركات العسكرية في المنطقة، تستمر البحرية الأميركية في مواجهة تحديات جديدة على الصعيد الأمني.

تسلط هذه الحوادث الضوء على عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، والتغيرات في موازين القوى العسكرية، حيث يقوم الحوثيون بتطوير قدراتهم الهجومية على الرغم من المقاومة العسكرية والسياسية. لا يمكن إنكار أن هناك تحولات كبيرة في الساحة العسكرية، مما يتطلب من البحرية الأميركية مراجعة استراتيجياتها وتكتيكاتها لمواجهة التهديدات الجديدة التي تشكلها الجماعات غير الحكومية من مثل الحوثيين.

إجمالاً، تُظهر أحداث إطلاق الصواريخ من الحوثيين، والقدرة على الاقتراب من أهداف عسكرية أميركية، واقعاً معقداً يتطلب الفهم الدقيق للأسباب والنتائج. تبقى البحرية الأميركية في مركز الآمال والتحديات، وعليها أن تعد العدة لمواجهة أي تطورات مستقبلية قد تؤثر على أمنها وأمن حلفائها في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version