في الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى” التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفاعل نشطاء في مجال دعم الحق الفلسطيني من مختلف الأقطار العربية والإسلامية مع الأحداث التي تلت هذه العملية التي استمرت إثرها الحرب لأكثر من عام. وأكد النشطاء أن هذا الحدث شكل ضربة استباقية مهمة في مسار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى الخسائر الفادحة في الأرواح، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 42 ألف شخص و100 ألف مصاب، فضلاً عن الدمار الواسع الذي لحق بقطاع غزة. وأشار عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة القضايا، إلى أن العملية مثلت انتصاراً لكرامة الشعب الفلسطيني الذي تعرض للتشريد والاحتلال، وكانت بمثابة إعلان صمود الشعب في وجه الاحتلال.
وصف بعض المتحدثين “طوفان الأقصى” بأنه لحظة كاشفة عن عمق الصراع، حيث أظهرت أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع محلي وإنما تتجاوز ذلك إلى سياقات أوسع تشمل مختلف أطياف الأمة. وفقاً للمحلل السياسي المصري محمد عفان، أدت الحرب إلى تعزيز وعي الشعوب المظلومة والنخب التي تحكم في الغرب بمدى استمرار العقلية الاستعمارية في العالم. كما أشار إلى أن التعاون بين مختلف الشعوب يمكن أن يسهم في إنجاز النضال الفلسطيني، مشدداً على أهمية عنصر التضامن الدولي في هذه المرحلة.
بدوره، أشار الناشط السوداني عاصم خليفة إلى دور “طوفان الأقصى” في توعية الأجيال الجديدة بحقيقة الصراع في فلسطين، وكذلك في إفشال مشروع التطبيع الذي حاول الاحتلال الإسرائيلي تفعيله مع بعض الحكومات العربية. وأكد أن السلاح الفعال في دعم القضية الفلسطينية آخذ في الظهور، ممثلاً في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، مما يشير إلى تغيير في الوعي الجمعي تجاه الاحتلال.
من ناحية أخرى، استعرض بشير خضري المدير التنفيذي لجمعية أنصار فلسطين في تونس التحول العميق الذي أحدثه “طوفان الأقصى”، حيث أعاد للأمة العربية بريق القضية الفلسطينية ومكانة الشعب الفلسطيني. وأكد أن هذه العملية كانت بمثابة شعلة أمل أضاءت العالم العربي، في وقت كانت فيه القضية الفلسطينية مُهملة وغير مُعترف بها، مما يعكس أهمية التأثير الإيجابي لهذه العملية.
فيما يتعلّق بالمسؤولية، حمل مصطفى سنيان، منسق التحالف الوطني السنغالي لنصرة فلسطين، الحكومات العربية مسئولية ما يحدث في غزة، مشيراً إلى تقاعسها عن تقديم الدعم. وأكد على ضرورة توحيد جهود الشعب الفلسطيني بين مختلف مكوناته لتحقيق النصر، مشيرا إلى أهمية إعادة بناء الثقة بين الأفراد في الداخل المحتل وخارجه، مستذكراً ضرورة الالتزام بالعمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.
بإجماله، شكل “طوفان الأقصى” نقطة تحول في مسار الصراع الفلسطيني، حيث أعاد التسليط على أهمية القضية الفلسطينية في الوعي العربي والإسلامي وأدى إلى تحرك شعبي عريض في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. ورغم الخسائر البشرية والدمار الكبير الذي نجم عن العمليات العسكرية، تبقى آمال النضال قائمة بين الشعوب والأفراد الذين يصرون على حقهم في التحرير والعدالة.