بدأ الممثل الهندي الشهير جوزيف فيجاي مسيرته السياسية من خلال تأسيس حزبه الخاص “تاميلغا ويتريك كالاغام” في عام 2024، معارضًا سياسات حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم على مستوى البلاد وحزب “دراويدا مونيترا كالاغام” الحاكم في ولاية تاميل نادو. يسعى فيجاي لتحقيق العدالة الاجتماعية للطبقات الفقيرة واستعادة حقوق الولاية في الحكم الذاتي، مع التركيز على محاربة الفساد والمحسوبية التي تعاني منها الولاية. وقد شهد المؤتمر الأول لحزبه مشاركة حوالي 250 ألف من أنصاره، مما يدل على مدى قوتهم وتأثيرهم.
في ظل تأسيس حزبه، حدد فيجاي عدة سياسات رئيسية خاصة به، من بينها تحقيق العدالة الاجتماعية عبر نظام الحجز لتوزيع الفرص التعليمية والوظيفية، والتي تهدف إلى معالجة التمييز الموجود في المجتمع الهندي. يستخدم النظام الطبقي كأداة لتوفير فرص متكافئة للأقليات والفئات marginalized. كما اتخذ حزبه من مسألة الحكم الذاتي وتعزيز سياسة اللغة المزدوجة إطاراً له، بالإضافة إلى دعم حرية المعتقدات.
جوزيف فيجاي، المعروف بين جمهوره بلقب “تالاباتي” (القائد)، وُلد عام 1974 ويملك مسيرة فنية حافلة منذ طفولته، حيث مثل في 68 فيلمًا، أغلبها باللغة التاميلية. لدى فيجاي قاعدة شعبية كبيرة خاصة بين الشباب؛ ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن شعبيته في عالم السينما قد لا تترجم بالضرورة إلى أصوات انتخابية. بينما يتطلع فيجاي إلى استقطاب الناخبين بدافع من شهرته، يبقى الأمر محط تساؤل حول قدرة هذه الشعبية على التحول إلى نتيجة سياسية ملموسة.
وفقًا للمحللين، من الممكن أن يجد فيجاي نفسه أمام تحديات كبيرة في انتخابات 2026، حيث لم تتضح بعد النتائج المحتملة من نشاطه السياسي الحالي. وقد أكد في مؤتمره أن حزبه يعارض النظام الطبقي ويريد تعزيز مفهوم المساواة بين جميع الأفراد. لكن تعقيدات السياسة الهندية وثقافتها قد تجعل من الصعب تحقيق أهدافه بسهولة.
فيما يتعلق بخصومه السياسيين، يتهم فيجاي حزب “دراويدا مونيترا كالاغام” بالاستمرار في مظاهر المحسوبية، حيث تأتي القيادات من العائلات المرتبطة بالسلطة، مما يثير انتقادات ضده. يعتقد البعض أن هذه العائلة تحتكر الموارد والمناصب، مما يؤدي إلى فساد في الحكم. يستخدم فيجاي التصريحات المناهضة للمحسوبية التي يُعتقد أنها تمثل تهديدًا لمستقبل الحزب الحاكم في الولاية، وهذا يضعه في مواجهة مباشرة مع القوى التقليدية المسيطرة على السياسة.
على الرغم من انخراط العديد من الشخصيات السينمائية في السياسة، إلا أن مصير فيجاي لا يزال غير مؤكد. هناك أمثلة على ممثلين دخلوا مجال السياسة واكتسبوا نفوذًا، بينما فشل آخرون في تحقيق ذلك. يرى البعض أنه يصعب التنبؤ بمستقبل حزبه وإمكانية اعتلاءه الحكم. ومع ذلك، هناك من يؤمن بأن له مستقبلًا واعدًا بفضل شعبيته وزخمه الحالي.