كتب المدون إيف فوكو، مساهم في موقع ميديا بارت، عن صعود اليمين المتطرف في فرنسا، مشيرًا إلى كيفية استغلال وسائل الإعلام لهذا الاتجاه من خلال استحضار الأحداث في الشرق الأوسط لتوجيه اتهامات غريبة إلى اليسار وأقصى اليسار. يركز الانتقاد بشكل خاص على أولئك الذين يدعمون القضية الفلسطينية أو يقفون في موقف محايد تجاهها. يتناول فوكو بعض المناظرات في وسائل الإعلام مثل “سي نيوز” و”أوروبا 1″، موضحًا كيف تم استخدام تصريحات من صحفيين مثل بنيامين رضوي لربط اليسار بمهمة إيران للسيطرة على تلك الأطراف.

ويشير الكاتب إلى تعليقات علنية من شخصيات إعلامية، مثل جوليان باسكيه من “سي نيوز”، الذي وصف السياسيين مثل ريما حسن وجون لوك ميلانشون بأنهم “نجوم في طهران”. كما يتم التلميح إلى أن خطابات حزب فرنسا الأبية تكتب من قبل جهاديين، مما يعكس اتجاهاً متزايداً للربط بين اليسار والأنشطة المتطرفة. تتضمن هذه الاتهامات مزاعم بأن حزب فرنسا الأبية له صلات بحركة الجهاد الإسلامي، مما يجعل النقاش حول اليسار في فرنسا مشحونًا بشكل متزايد بالأيديولوجيا والاتهامات.

وعلى شاشة “بي إف إم”، حاول الصحفيون استجواب ريما حسن حول ردود فعل الجمهور تجاه تصريحات ماكرون بشأن الدعم العسكري لإسرائيل. استخدمت حسن هذه الفرصة للحديث عن القتل الجماعي في غزة، لكنها تعرضت لمقاطعة خلال المقابلة. وقد سلط فوكو الضوء على كيفية محاولة وسائل الإعلام إعادة صياغة النقاش العام حول الصراع في غزة، مع التركيز على النقاط التي تشتت الانتباه عن الوضع الفلسطيني، والتي تبرزها التعليقات المذكرة في وسائل الإعلام.

ويستعرض فوكو أيضًا كيف تم التعامل مع الحكومة الإسرائيلية في الأخبار، مشيراً إلى تقارير لوسائل الإعلام التي تتجاهل الخسائر الفلسطينية في الإحصائيات. ويرى أن تركيز تلك الوسائل على مبررات الأنشطة الإسرائيلية يظهر تقاعساً عن معالجة انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب هناك. ومن خلال استحضار شهادات متعددة، يوضح فوكو كيف تتجاهل بعض وسائل الإعلام الفرنسية الأزمة الإنسانية في غزة، مما يعزز خطاب اليمين المتطرف.

كان هناك أيضًا نقاش حول الهجرة، حيث استعرض فوكو كيف يتم تصوير المهاجرين في وسائل الإعلام. قدم النقاش بعض التعليقات العنصرية التي تسعى إلى الربط بين مشاكل العمل ومظاهر الهجرة. يبرز فوكو أن التعليقات المتعلقة بسوق العمل والسياق الاجتماعي غالباً ما يفتقر إلى الأساس العلمي، ويعكس مجرد كراهية للآخر تختلف عما هو مدعوم بالأدلة.

كما يتناول فوكو نظرة سلبية شاملة تجاه كيفية إدارة النقاشات حول الهجرة واليسار، مشيرًا إلى أن هناك خطوات واضحة من قبل الوسائل الإعلامية لتعزيز الكراهية والفصل بين المواطنين، مما يهدد الوحدة الاجتماعية. هذه الديناميكيات تجعل من الصعب على الأحزاب المناهضة لهذا الخطاب التكيف مع الوضع الراهن وسط التحديات المتزايدة للصراع السياسي والثقافي في فرنسا.

في النهاية، يدعو فوكو إلى وعي أكبر تجاه المعلومات والأخبار التي نتلقاها، مشددًا على أهمية التصدي للتوجهات اليمينية المتطرفة التي تسعى للإيحاء بأن اليسار ارتبط بشيء سلبي وقابل للتأويل بما يخدم أجندات معينة. يتطلب الأمر من جميع الأطراف المعنية التفكير بشكل أعمق والاستجابة بشكل أكثر وعيًا أمام التحديات المعقدة التي تواجه المجتمع الفرنسي المعاصر، والتي لا تتعلق فقط بالصراع في الشرق الأوسط، بل أيضًا بالتنمية الاجتماعية والسياسية الداخلية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version