توقع المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات أن يؤدي خسارة نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية إلى تصعيد عالمي قد يطلقه الرئيس جو بايدن خلال الشهرين المتبقيين من إدارته. ويشير التقرير إلى أن واشنطن تسعى لتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وأوروبا، مما يدل على نية واضحة لزيادة النشاط العسكري. يترجم هذا التوجه من خلال الإعلان عن إرسال مزيد من السفن الحربية الأميركية وسرب من المقاتلات والطائرات المتخصصة في التزود بالوقود، بالإضافة إلى قاذفات “بي 52 ستراتوفورتريس” إلى الشرق الأوسط، حيث سيُعزز انتشار النظام الدفاعي “ثاد” لحماية إسرائيل.
وأفادت الكاتبة أن القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا قد أعلنت عن نقل قاذفات استراتيجية إلى القارة الأوروبية بهدف إجراء تدريبات مشتركة مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سواء كانت هذه الطائرات من قاعدة باركسديل أو قاعدة مينوت. لم يتم التأكيد على مواقع الطائرات أو أنواعها، ولكن يعتقد أن الحركة تشمل قاذفات من قواعد متنوعة، مما يدل على تجميع القوات الأميركية في أوروبا. تعتبر قاعدة باركسديل معروفة باحتضانها لقاذفات “بي 52″، والتي استخدمت في مهام قتالية خلال الحروب السابقة.
تمت الإشارة إلى أن قاعدة فيرفورد البريطانية، التي تحت السيطرة الأميركية، تُعَدّ نقطة انطلاق مهمة لطائرات الاستطلاع الحديثة. وتحضّر هذه القاعدة لاستقبال طائرات جديدة، مثل “آر كيو 170 سنتينال” و”نورثروب غرومان آر كيو 180″. يُظهر ذلك اهتماماً مستمراً من قبل الجيش الأميركي بتعزيز قدراته العسكرية والتكنولوجية في أوروبا، خاصة في سياق التحضيرات لمواجهة التحديات المحتملة من روسيا.
واستناداً إلى صحيفة “تلغراف”، فإن واشنطن تبحث في تجهيز ممرات برية في أوروبا لتسهيل حركة القوات الأميركية. تتضمن الخطة توفير ممرات انطلاقًا من الموانئ الهولندية والسفر عبر ألمانيا إلى بولندا، بالإضافة إلى مسارات تمتد من الموانئ الإيطالية مرورًا بكرواتيا وسلوفينيا. هذه التحضيرات تشير إلى استعداد القوات الأميركية لمواجهة محتملة مع روسيا بحلول يونيو 2024، وفق التصورات العسكرية الحالية لحلف الناتو.
تعتبر الكاتبة أن التحذيرات المستمرة من “التهديد الروسي” تأتي في إطار الجهود الأميركية للتسلط العسكري على أوروبا، والاستعداد لعمل عدواني مباشر ضد روسيا. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها الإدارتان السابقتان، إلا أن هذه الجهود لم تؤد إلى النتائج المرجوة، مثل عقوبات وحروب بالوكالة. فشلت الولايات المتحدة في تحويل أوكرانيا إلى أداة ضد روسيا، مما يجعل خيارات بايدن الحالية تقتصر على إحداث تصعيد عسكري قد يقود إلى اشتباك أو صراع عالمي.
في المجمل، يُعبر التقرير عن قلق متزايد بشأن العوامل العسكرية والسياسية التي تلقي بظلالها على العلاقات الروسية الأميركية، ويشدد على ضرورة مراقبة التطورات القادمة في هذا السياق. يبدو أن الخيارات المتاحة للإدارة الأميركية تتضاءل في مواجهة التحديات التي تطرحها روسيا، مما يجعل احتمالية التصعيد العسكري قائمة بشكل متزايد، وقد يكون لها عواقب وخيمة على الاستقرار العالمي.