نشر موقع “كاونتر بنش” الأميركي مقالًا لجمال كانج تناول فيه دور الحرس الثوري الإيراني في التصعيد العسكري ضد إسرائيل، مستندًا في تحليله إلى تكتيكات عسكرية مستلهمة من كتاب “فن الحرب” للجنرال الصيني صن تزو. أشار كانج إلى أن رد إيران على اغتيال شخصيات بارزة مثل حسن نصر الله وإسماعيل هنية لم يكن فقط عبر الأعمال العسكرية، بل أيضًا عبر إشارات سياسية تصالحية قدمها المسؤولون الإيرانيون، كما أن الخطاب السياسي للمرشد الأعلى خامنئي تميز بالتشاؤم، مما يدل على الثقل الذي تضعه إيران على تلك الأحداث.
على الصعيد العسكري، كانت هناك تقارير استخباراتية أميركية تفيد بأن إيران كانت تستعد للرد على الأعمال الإسرائيلية. ومع ذلك، فشلت أنظمة الدفاع الصاروخي التي تمولها الولايات المتحدة في إحباط الهجمات الإيرانية، مما يوحي بأن الحرس الثوري استخدم تكتيكات متقدمة وخداع تكنولوجي لتجاوز الدفاعات. يرى كانج أن هذه التكتيكات كانت متشابكة مع الأشرطة الموجهة باتجاه الأكاذيب الجنائية، إذ نجح الإيرانيون في استخدام هذه الطرق لإفشال محاولات الاعتراض.
تعتبر المناورات الإيرانية المناورة الرئيسية في استعداداتها العسكرية لعمليات موثوقة ضد الخصوم؛ حيث أشار كانج إلى إدارة إطلاق الصواريخ بطريقة تكتيكية حيث تم تجهيز صواريخ قديمة بشكل بارز بينما كانت الصواريخ المتطورة مخبأة. وقد ساهم هذا التشتت في تضليل أنظمة الرصد، مما أدى إلى نجاح الصواريخ في الوصول إلى أهدافها، مستندًا إلى تحليل صور الأقمار الصناعية التي أظهرت إصابات محددة في القاعدة الجوية الإسرائيلية.
واستعرض المقال أيضًا إساءة فهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاهتمام العسكري الإيراني، حيث اعتقد أن التصرفات الإيرانية ضعيفة. فكان على نتنياهو أن يدرك أن الاستخدام المتعمد للقدرات الدفاعية والإستراتيجية الإيرانية كان ردًا مدروسًا وليس علامةً على الضعف. كما انتقد كانج الدعم الأميركي غير المشروط الذي تقدمه إدارة بايدن لإسرائيل، وطرح تساؤلات حول مدى مشروعية قتل المدنيين في سياق العمليات العسكرية.
تطرق كانج في نقاط لاحقة إلى الإدراك الإسرائيلي لعجزها عن مواجهة إيران عسكريًا بمفردها، مشيرًا إلى إمكانية توجيه ضربة ضد إيران لتحقيق مكاسب سياسية داخلية بدلاً من تحقيق تحجيم فعلي لقدرات إيران العسكرية. ومع ذلك، حذر الكاتب من أن توازن القوى قد يميل بشكل حاد لصالح إيران في حال تصعيد النزاع، إذ إن الخسائر الإسرائيلية المحتملة قد تكون “كارثية”.
في نهاية المقال، أشار كانج إلى أن السياق الجيوسياسي المعقد والقدرات غير المتكافئة بين إيران وإسرائيل قد يؤديان إلى عواقب وخيمة على الأخيرة. وخلص إلى أنه إذا استمرت إسرائيل في السير في هذا المسار التصعيدي، قد تواجه تداعيات على أمنها ووحدتها، وهو ما سيحيل حالتها الأمنية المستتبعة إلى حالة حرجة ومعقدة تحتاج لعناية خاصة.