بعد مرور 18 شهراً على اندلاع الحرب في السودان، وبالأخص في إقليم دارفور، ظهر تحول ملحوظ في العمليات العسكرية حيث انتقلت بؤرة الصراع من مدينة الفاشر إلى شمال وغرب دارفور. هذه التحولات جاءت نتيجة للتحركات القوية التي قامت بها القوات المشتركة إلى جانب الجيش السوداني لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. يواجه المراقبون مخاوف من أن تؤدي هذه المواجهات العسكرية إلى صراعات إثنية، خاصة في ظل الانتهاكات العرقية والتهجير القسري الذي تعرضت له القرى في ولاية شمال دارفور.

ومنذ أكتوبر 2023، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على معظم ولايات دارفور، باستثناء عدد قليل من المحليات التي تتمركز فيها قوات الجيش والقوة المشتركة. بعد تبني موقف أكثر فاعلية، بدأت القوة المشتركة في الهجوم على أهداف قوات الدعم السريع في مناطق مختلفة مثل الصياح وبئر مزة، حيث زعمت أنهم حققوا تقدماً ملحوظاً، مقللين من حجم خسائر الدعم السريع. وكشفت المعلومات عن وقوعهم في مصائد جديدة كانت نتيجة تغييرات استراتيجية في العمليات العسكرية.

تظهر التقارير أن الجيش والقوة المشتركة قد تمكنوا من تثبيت مواقعهم في الفاشر وشهدت العمليات العسكرية تركيزاً على الهجوم، حيث نالت القوات المشتركة نصراً في عدة مناطق، مدعية أنها كبدت قوات الدعم السريع خسائر فادحة. وفي المقابل، يروج متحدثون باسم الدعم السريع لمزاعم انتصاراتهم في جبل أوم، مما يترجم التوتر المتزايد بين الأطراف المختلفة المعنية.

في تقييمه للأوضاع، يعتبر خبير عسكري أن عمليات الجيش تهدف إلى تخفيف الضغط على الفاشر وإنهاء الحصار المفروض عليها من قبل قوات الدعم السريع. وفي الوقت نفسه، يشير إلى تقديرات خاطئة من جانب هذه القوات بسبب انتشارهم في مناطق خارج دارفور، مما أدى لفقدانهم القدرة على التحرك واسترداد مواقعهم بشكل فعال. وتثير هذه التطورات تساؤلات بشأن كيفية إدارة تلك القوات للصعوبات الناجمة عن المواقع الواسعة التي يتعين عليهم حفظها.

هناك مخاوف كبيرة من أن تؤدي الاشتباكات المستمرة إلى صراعات إثنية خطيرة، حيث تزايدت حالات إحراق القرى والتهجير القسري. هذا الوضع يتطلب إلقاء الضوء على وضع السكان المدنيين واستجابتهم للتهديدات الناجمة عن الأعمال العدائية. وفقاً للتقارير، استجاب عدد كبير من السكان باللجوء إلى تشاد، ما يشير إلى عمق الأزمة الإنسانية المحتملة.

أخيراً، برزت بعض المؤشرات التي تقف وراء هذه التغيرات، مثل تراجع قيادات الدعم السريع وبالتالي تكلفتهم استراتيجية. تشير التقارير إلى أن القوة المشتركة قد قامت بتغيير الأوضاع العسكرية لصالحها بعد التخلي عن الحياد، مما وعد بمزيد من التصعيد في المستقبل، بما أن الاجتماع بين الجيش التقليدي وقوات الحركات المسلحة قد يغير الخريطة السياسية والعسكرية في الإقليم خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.