في صباح الثلاثاء الماضي، استيقظ الشاب يانيس عرب في منزله الواقع قريبا من غرونوبل، على صوت والدته تصرخ بسبب اقتحام رجال أمن ملثمين للمكان. تعرض يانيس، طالب الدكتوراه والمحاضر الذي كتب عدة مؤلفات حول فلسطين، للاعتقال بتهمة “الاعتذار عن الإرهاب”. هذا الحادث يعكس تصعيدًا في قمع الأصوات التي تدافع عن القضية الفلسطينية في فرنسا. وفي خضم تلك الأحداث، عبر يانيس عن قلقه العميق حيال حقوقه الأكاديمية، مؤكدًا أنه لم يرتكب أي جريمة بل كان يدافع عن موقفه المبدئي.
بعد تفتيش منزله والاعتداء عليه، قام رجال الأمن بمصادرة هاتفه وجهاز الكمبيوتر الخاص به، حيث كانت تحتوي هذه الأجهزة على أبحاثه وبياناته الأكاديمية. وأوضح يانيس أن هذا الاعتداء يعكس محاولة لتقييد حريته الأكاديمية، حيث وجد نفسه معزولاً عن العالم نظراً لفقدان أدواته البحثية. لهذا السبب، يدخل الشاب في حالة من الاكتئاب والضغط النفسي، ويشير إلى أنه مضطر لاستعمال هاتف والده لتلبية احتياجاته اليومية.
إلى جانب العواقب الشخصية، يعتبر يانيس أنها ليست الحالة الوحيدة، بل تمثل جزءًا من حملة أوسع لقمع الأصوات المدافعة عن حقوق الفلسطينيين. وتعليقًا على تجربته، أشار إلى التناقض بين التعذيب الذي تعرض له وخبرته كمعلم أكاديمي، خاصة وأن الدولة الفرنسية لم تتخذ أي إجراء ضد التصرفات الإسرائيلية في غزة، مما يظهر انحيازًا واضحًا في التعامل مع القضية.
من خلال المناظرات التاريخية، يرى يانيس أن استخدام العنف من قبل تلك الأنظمة في الظروف الاستعمارية يفرض على الناس استخدام العنف للدفاع عن أنفسهم، مشدداً على أهمية الاعتراف بحقهم في المقاومة. وهنا يستحضر أمثلة من التاريخ مثل نيلسون مانديلا الذي كان يدعو أيضًا لمقاومة الأنظمة المظلمة. واجه يانيس السلطات بعد أن تم استدعاؤه للاستجواب، حيث تم اعتبار موقفه في إطار تحليل تاريخي ومشروع أكاديمي.
في لحظة من التفتيش والاستجواب، أدرك يانيس أن هذا الأمر يتجاوز شخصه ليشمل الدولة ككل وموقفها من القضية الفلسطينية. فهو يشعر أن هذا الهجوم على حريته الأكاديمية يمثل علامة على التوجه العام للقمع الموجه ضد أي صوت يعارض السياسات الإسرائيلية. تعكس تجربته مع القمع تأثيرًا عميقًا ليس فقط عليه، ولكن على جميع الباحثين والأساتذة الذين يعبرون عن موقفهم لدعم حقوق الفلسطينيين.
ختامًا، يظل يانيس تحت طائلة التحقيق، حيث يعد هذا التحدي أداة لقمع حرية التعبير والأكاديمية. ومع أن الحملة ضده تستمر، تجد عائلته نفسها في صراع مزدوج، بين حماية ابنها والدفاع عن قضية شعب يعاني من الظلم. تظل تلك القضايا مفتوحة، ويجب أن تستمر الأصوات المدافعة عن حق الفلسطينيين في المقاومة والتعبير عن رأيهم في الإعلام والأكاديميا.