تسربت في الآونة الأخيرة وثيقتان سرية تتعلقان بالخطط الإسرائيلية للهجوم على إيران، مما أثار قلقًا واسعًا بين الأوساط الاستخباراتية. الكاتب والدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ألون بنكاس، أشار إلى أن هذا التسرب، الذي حدث عبر منصة “تليجرام” من خلال قناة تُدعى “ميدل إيست سبكتاتور”، لا يُعتبر نذيرًا مطمئنًا حتى وإن اقتصر الضرر على هاتين الوثيقتين فقط. وأكد أنه من المحتمل أن تكون هناك وثائق أخرى مشابهة تتعلق بقضايا حساسة على الساحة الدولية، مثل العلاقات بين إسرائيل وإيران، وملف روسيا وأوكرانيا، والصراع بين الصين وتايوان.

الوثيقتان اللتان تم تسريبهما تتعلقان بهجوم إسرائيلي محتمل بعد قيام إيران بإطلاق 181 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل. وقد تناولت الوثائق التي تحمل تصنيف “سري للغاية” استعدادات سلاح الجو الإسرائيلي، وأظهرت تفاصيل دقيقة حول التدريبات المستمرة والذخائر المستخدمة. ورغم أن وزارة الدفاع الأميركية قد أكدت صحة الوثائق، إلا أن بنكاس أشار إلى أن تسرب المعلومات العسكرية السرية يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، ولا ينبغي الاستهتار بالوضع القائم. وأشار إلى أنه حتى وإن كان التسريب غير مقصود، فإن ذلك يمكن أن يتحول إلى خيانة، وخصوصًا إذا ما أُخِذَت بعين الاعتبار طبيعة المعلومات المتسربة.

بنكاس قدم تحليلًا أعمق حول طبيعة التسريبات، موضحًا أنه ليس من المألوف أن تكون التسريبات حدثًا فرديًا أو معزولًا. تتضمن التسريبات عناصر متعددة، تبدأ من نوع المحتوى وصولًا إلى هوية الفرد الذي قام بالتسريب ودوافعه. كما أشار إلى أنه في حالات كثيرة، تكون هناك أسباب سياسية، اقتصادية، أو حتى طموحات شخصية وراء تسريب المعلومات، مما يستدعي التدقيق في دوافع المسربين.

أحد النقاط المهمة التي أشار إليها بنكاس هي أن هناك أنواعًا متعددة من التسريبات الإخبارية، كما ذكر في كتاب الباحث ريتشارد كيلبويتش. فقد حدد كيلبويتش أربع فئات رئيسية للتسريبات، تشمل تلك التي تهدف إلى التأثير على القرارات السياسية، أو تحسين العلاقات مع وسائل الإعلام، أو توريط شخص آخر. ويرى بنكاس أنه من المحتمل أن يكون هذا التسرب عبارة عن مزيج من هذه الأنواع، مما يبرز الصعوبة في تحديد النوايا الحقيقية وراءه.

علاوة على ذلك، أكد بنكاس أن المنصة التي تم اختيارها لنشر الوثائق تُشير إلى عدم وجود تسريب أميركي متعمد. واستند في تحليله إلى سمعة قناة “ميدل إيست سبكتاتور” التي تُعتبر موالية لإيران، رغم ادعاءها الاستقلال، مما يزيد من تعقيد الصورة المتعلقة بالتسريبات والمصالح التي قد تقف خلفها.

ختامًا، أشار الكاتب إلى أن هذا التسرب يلقي بظلاله على الاستقرار الأمني في المنطقة، ويثير التساؤلات حول كفاءة وموثوقية نظام الاستخبارات في كلا البلدين. في الوقت الذي تؤكد فيه الوثائق على استعدادات عسكرية جدية، فإنه من الضروري أن يتم التعامل مع المعلومات العسكرية والاستخباراتية بسرية أكبر، لتجنب أي تصعيد غير مرغوب فيه في العلاقات بين الدول المعنية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.