الخرطوم- تشهد العديد من محاور القتال بالعاصمة الخرطوم اشتباكات يُمسك فيها الجيش السوداني بزمام المبادرة في معارك “كسر العظم” ضد قوات الدعم السريع التي أصبحت في تراجع مستمر أمام ضربات الجيش والقوات المساندة.

وفيما يلي نقاطٌ شارحةٌ لأهم مسارح العمليات النشطة بالخرطوم:

وسط الخرطوم

يمكن تقسيم نطاق المعارك “الضارية” في الخرطوم، والتي تدور بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، لعدة قطاعات من أكثرها أهمية وسخونة قطاع وسط الخرطوم الذي يشهد معارك عنيفة حتى صبيحة اليوم الخميس.

ومن أهم مسارح العمليات وسط الخرطوم مناطق الوزارات والأعيان الحكومية والسوق العربي وقاعة الصداقة التي شهدت حريقاً هائلاً، مما يشير إلى انسحاب الدعم السريع على طريقة انسحابه ذاتها من مصفاة الخرطوم للنفط تاركاً خلفه الحرائق وأكوام الرماد.

وتستمر المواجهات وسط الخرطوم كذلك في القصر الجمهوري ومحيطه الذي ظل مسرحاً لأشرس المعارك منذ فك الحصار عن القيادة العامة للقوات المسلحة في 24 يناير/كانون الثاني الماضي وذلك لرمزيته العالية وما تعنيه السيطرة عليه.

جنوب الخرطوم

من المناطق التي ما زالت تشهد اشتباكات متفرقة جنوبي الخرطوم هي الأحياء التي لا تبعد كثيراً عن سلاح المدرعات مثل مناطق “الرميلة، جبرة، والصحافات” حتى تخوم جبل أولياء. بينما يتوقع أن تتسع رقعة الاشتباكات الأيام القادمة لتمتد إلى مناطق “الكلاكلات، الشقيلاب، مايو، الأزهري، الاحتياطي المركزي الذي تعني سيطرة الجيش عليه تمهيد الطريق لتحرير العديد من المناطق في الحدود الفاصلة بين ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض”.

وأدى التقدم المحرز للجيش السوداني في محاور القتال المختلفة بصورة مباغتة لحالة إرباك وسط قوات الدعم السريع المنتشرة جنوب وشرق ووسط الخرطوم وهو ما تسبب -وفقاً لشهود عيان- في هروب وانسحاب الآلاف من المقاتلين عن طريق جبل أولياء باتجاه ولايات دارفور.

جسر سوبا يشكل أهمية في مسار العمليات العسكرية الحالية باعتباره مدخلاً لجنوب الخرطوم (مواقع التواصل)

شرق النيل وجسر سوبا

وتدور معارك نشطة في مناطق مختلفة شرق النيل بولاية الخرطوم، حيث يحتضن الجيش جسر سوبا من الناحية الشرقية بينما تتمترس قوات الدعم السريع من الناحية الغربية. في حين يستميت الجيش في إحكام السيطرة على جسر سوبا لأنه يُعد من أهم الجسور المؤثرة في مسار العمليات العسكرية الحالية باعتباره مدخلاً لجنوب الخرطوم.

ويخوض الجيش الاشتباكات على جسر سوبا بإسناد متقدِّم من قوات درع السودان بقيادة اللواء أبو عاقلة كيكل الذي شكل انضمامه المفاجئ للجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2024 دفعاً كبيراً لصالح العمليات العسكرية، حيث تمكنا الأيام الماضية من السيطرة على مناطق ود أبو صالح وأم ضوابان والعسيلات والعيلفون بمحلية شرق النيل التابعة لولاية الخرطوم.

وتعني سيطرة الجيش على جسر سوبا وضع يده على أحد أهم الجسور بولاية الخرطوم مما يمكنه من تضييق الخناق على قوات الدعم السريع ومحاصرتها في رقعة جغرافية محدودة يصعب وصول الإمدادات إليها، ويجعلها في مرمى نيران الجيش من أكثر من اتجاه.

 

على تخوم العاصمة

ويدقُّ الجيش القادم من ولاية الجزيرة بقوة على أبواب الخرطوم من ناحية ضاحية سوبا في وقت يقترب فيه اللواء الأول شمال الجزيرة من الحد الفاصل بين ولايتي الجزيرة والخرطوم.

وتدور الاشتباكات المتقطعة في منطقة بتري، وهي آخر نقطة شمالي ولاية الجزيرة في حدودها مع ولاية الخرطوم، وذلك وسط توقعات بحسم الجيش للمعارك الدائرة الآن على مشارف الخرطوم في أي لحظة.

وكان الجيش قد استكمل الأيام القليلة الماضية تحرير مناطق “الباقير، المسعودية، التكينة، النوبة، المعيلق، ود الترابي، ومدينة جياد الصناعية”.

مواجهات أم درمان

وأدت الانتصارات الأخيرة والمطردة -التي حققتها القوات المسلحة السودانية على قوات الدعم السريع- إلى حصر المعارك في مناطق بعينها على مستوى ولاية الخرطوم.

وفي مدينة أم درمان التي حقق فيها الجيش السوداني انتصارات عسكرية مُبكرة، انحصرت المعارك هذه الأيام في مناطق غرب الحارات بمحلية كرري، ومحيط سوق ليبيا وأجزاء أخرى وعدد من الحارات بمحلية أمبدة، بجانب مناطق الصالحة جنوبي أم درمان التي يوجد بها أحد أكبر معسكرات قوات الدعم السريع.

 

مصانع عديدة بالخرطوم بحري تدمرت والت لحطام
مصانع عديدة بالخرطوم بحري تدمرت وآلت إلى حطام (الجزيرة)

معارك الخرطوم بحري

وفي الخرطوم بحري سيطر الجيش السوداني على مناطق بحري القديمة والعديد من الأحياء الأخرى كالحلفايا والدروشاب والسامراب وشمبات، بينما تدور المعارك حالياً في الأجزاء الشرقية لمدينة بحري في المربعات الشرقية بمنطقة كافوري وبعض الأحياء المتاخمة لشرق النيل.

ويرى عسكريون أن قوات الدعم السريع فقدت الفترة الماضية الكثير من قوتها الصلبة في الخرطوم، ولم تعد قادرة على الالتفاف وعلى تكتيك “الفزع” الذي ظلت تنتهجه طوال فترة الحرب بتوفير الكثير من القوات والتعزيزات العسكرية لإسناد قواتهم المحاصَرة أو للاستيلاء على مناطق جديدة.

لكن من سير الاشتباكات المستمرة الآن في محاور القتال المختلفة بالعاصمة الخرطوم، بدا واضحاً أن قوات الدعم السريع مازالت قادرة على ضرب محطات المياه والكهرباء والبنية التحتية بالمسيرات، بينما ظل سلاح الطيران التابع للجيش السوداني يسجل ميزة نسبية وتفوقاً ميدانياً حيث وفّر غطاءً للقوات المتقدمة في المحاور المختلفة.

مناطق سيطرة متحركة

وباستعراض أهم مناطق الاشتباكات والمعارك التي تدور في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث “الخرطوم، الخرطوم بحري، وأم درمان” نجد أن القوات المسلحة تُحكم حصارها على الخرطوم شيئاً فشيئاً مما يجعل أمر اجتياحها بالكامل مسألة وقت على الأرجح، في وقت لا يستبعد فيه البعض إقدام قوات الدعم السريع على مغامرات عسكرية وإشعال الحرائق التي تستهدف مرافق الدولة الحيوية للتأكيد على أنها مازالت في دائرة الفعل العسكري.

ومن جهة أخرى، تبدو مناطق الاشتباكات والسيطرة الميدانية في حالة سيولة وتمدد مستمر ولديها قابلية كبيرة للحركة والتغيير في أي وقت، خاصة أن وتيرة تقدم الجيش السوداني الأخيرة تجعل من حسمه لأيٍّ من المعارك في مناطق العاصمة المختلفة عسكرياً وارداً بشكل كبير وفقاً للمعطيات العسكرية الراهنة بالعاصمة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version