في مدينة القدس المحتلة، عبّر السكان الفلسطينيون عن عدم تفاؤلهم بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشيرين إلى أن الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس هو بمثابة الاختيار بين “سيئ وأسوأ”. جاء ذلك في ظل بدء ملايين الأميركيين بالتوجه إلى مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47 لبلادهم، حيث تتصاعد المنافسة بين هاريس وترامب. وواجه المقدسيون تجارب سابقة مع ترامب الذي اتخذ خطوات بارزة تجاه إسرائيل، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس في عام 2017، مما خلف أثراً سلبياً وأدى إلى استياء واسع ميز تعامل الإدارة الأميركية مع القضية الفلسطينية.
في سياق متصل، يُعتبر موقف هاريس مشابهاً في كثير من الجوانب لموقف ترامب، حيث أنها تشغل منصب نائب الرئيس الحالي جو بايدن، الذي قدّم دعماً كاملاً لإسرائيل خلال الحروب الأخيرة، متناسياً حقوق الفلسطينيين. على الرغم من موعودات هاريس بوقف عمليات الإبادة في غزة، يرى الكثير من الفلسطينيين أنها مجرد كلمات لا تترجم إلى أفعال. ورغم وجود ديمقراطيين في الحكم، إلا أن ذلك لم يغير من موقفهم تجاه الممارسات الإسرائيلية، ما أدى بالمقدسيين إلى عدم التعلق بأي آمال تذكر تجاه هذا الجانب.
تشير تجارب الفلسطينيين، كما يقول عماد منى، صاحب المكتبة العلمية في القدس، إلى أن لا فرق بين هاريس وترامب، إذ يبقى الدعم الأميركي لإسرائيل ثابتاً بغض النظر عن الفائز في الانتخابات. يتفق الكثير من الفلسطينيين مع هذه الرؤية، حيث يرون أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن إدارة الحكم، تتبنى سياسة ثابتة تدعم إسرائيل وتعرض حقوق الفلسطينيين للانتهاك. ومن جهة أخرى، فقد دعا عماد إلى معاقبة الحزب الديمقراطي بسبب مواقفه التي أظهرت تحيزاً واضحاً للاحتلال الإسرائيلي.
أما أحمد البخاري، الصحفي الرياضي المقدسي، فقد اعتبر أن كل من هاريس وترامب يمثلان نفس الرؤية العدائية تجاه الشعب الفلسطيني، محذراً من مغبة انتظار نتائج الانتخابات الأميركية كفرصة للتغيير. وقدم رؤية مؤلمة عن الوضع الفلسطيني، معتبرًا أن كلا المرشحين يعتبران مشاركين في معاناة الفلسطينيين، حيث عانت المنطقة من تأثير سياسة الولايات المتحدة على مدى عقود. وخلُص البخاري إلى استحالة وجود تأثير مفيد على القضية الفلسطينية من الانتخابات الأميركية، مرجحاً أن يستمر العنف والجرائم ضد الفلسطينيين.
بينما عبّر داود أبو غزالة، أحد المواطنين المقدسيين، عن عدم ثقته في أي من المرشحين، مُشيراً إلى أن كليهما يحملان نفس الخطر. ونظراً للانحياز الأميركي الواضح لإسرائيل، فإن الفلسطينيين يشعرون بأن أي إدارة جديدة لن تعزز فرص السلام أو تحقق العدالة في قضيتهم. ومع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية من قِبل الجيش ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، ومع وجود عدد قتلى ومصابين كبير، يعبر سكان القدس عن شعورهم بالإحباط تجاه المجتمع الدولي ومدى تفاعله مع معاناتهم.
منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة، والتي أدت إلى وفاة الآلاف، يرى المقدسيون أن الوضع الإنساني هنا يتدهور بشكل متسارع، مضيفين عبء المعاناة الناتجة عن التدهور في الأوضاع الحياتية والسكانية. وقد دفع هذا الواقع المرير العديد من الفلسطينيين إلى فقدان الأمل في تحقيق أي تغيير فعلي يتمثل في التزام الإدارة الأميركية بإنهاء الأعمال العدائية ضدهم. وبناءً عليه، تتزايد الدعوات لتصعيد الوعي الدولي بما يحدث في فلسطين، وكشف زيف الدعم الأميركي الذي لا يقدّم شيئاً للحقوق الفلسطينية في ظل القمع المستمر.