في السابع من أكتوبر 2024، انتقد الصحفي الإسرائيلي سيفي هندلر الرد الفاتر من الغرب على اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي وقع قبل عشرة أيام في بيروت. واعتبر أن الحملة العسكرية المستمرة ضد الحزب، والتي شملت تصفية نصر الله، أدت إلى شعور بالنشوة عبر عدة دول في الشرق الأوسط. وفي مقاله بصحيفة “هآرتس”، أشار هندلر إلى الهدوء النسبي في ردود الفعل الغربية، واعتبر أن هذا قد يشير إلى تغيرات محتملة في المنطقة، رغم أن الهجوم الصاروخي الإيراني ردًا على الهجمات الإسرائيلية يدل على أن الطريق لا يزال طويلاً.
واعتبر هندلر أن التحالف الديني الصهيوني بقيادة بنيامين نتنياهو سيحاول استغلال هذه “الفرصة الاستراتيجية” على الرغم من التحديات. ورأى أن الرأي العام في الدول الغربية يمثل جبهة رئيسة أخرى مُنيت فيها إسرائيل بالهزيمة منذ عام. ووصف الوضع بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023 بأنه “الانهيار المدوي” لصورة إسرائيل، مشيرًا إلى أن الغرب أظهر نوعًا من “اللّامبالاة” تجاه ما حدث، مما سمح لنصر الله بالدعوة إلى الشهادة.
تطرق هندلر إلى تفاصيل كيفية انعكاس هذه الواقع في وسائل الإعلام الغربية، فقد أشادت صحيفة لوموند الفرنسية بنصر الله ووصفته بـ “الزعيم الأكثر جاذبية”، بينما تساءلت “لو باريزيان” عن هويته في عنوان مبتكر. ورغم ذلك، انتقد هندلر تلك الأوصاف، معتبرًا أنها “محرجة وسطحية” وتدل على سوء فهم للواقع. وأكد أن نصر الله لم يعد زعيمًا عربيًا بقدر ما هو شخصية تُشبه جمال عبد الناصر في تأثيره، مشيرًا إلى الإعجاب والخوف الذي زرعه في المنطقة.
في ظل تصاعد هذه التحديات، أشار هندلر إلى أن تحالف نتنياهو مع شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش، بعد وصوله إلى السلطة، قد زاد من أزمات إسرائيل. واعتبر أن ردود الحكومة الإسرائيلية على تصعيد التوترات في غزة ولبنان تمثل عدم اهتمام حقيقي بصياغة حل دبلوماسي، مما أدى إلى تفاقم الصراع.
وقد أبدى هندلر قلقه إزاء الصورة السلبية المتزايدة لإسرائيل في السياق الدولي، وتأثير ذلك على مستقبلها. وأشار إلى ضرورة سماع صوت مختلف بدلاً من تعزيز الصورة التي تصورها كقوة أصولية متخلفة. ويعتقد أن المضي قدمًا نحو حلول دبلوماسية حقيقية يمكن أن يساهم في تغيير هذه الصورة، ولكنه يعبر عن شكوكه في إمكانية حدوث ذلك في ظل الظروف الحالية.
في النهاية، فإن تحليل هندلر يعكس مشاعر القلق السائدة حول الوضع الإقليمي والتحديات التي تواجه إسرائيل، خاصة مع رعاية توترات ترتبط بالنفوذ الإيراني وزعامة نصر الله. ويظهر أن الساحة السياسية في الشرق الأوسط تعيش مرحلة حساسّة قد تؤثر على مستقبل جميع الأطراف المعنية.