أجرت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية، مقابلة صعبة مع مذيع قناة “فوكس نيوز” بريت باير، حيث تناولت العديد من القضايا المهمة مثل الحدود، وأداء الرئيس بايدن، وتهديدات دونالد ترامب للديمقراطية الأميركية. وقد عُدّت هذه المقابلة التي أجرتها هاريس واحدة من أصعب التحديات التي واجهتها في حملتها. وقد أشار كاتبان في صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الظهور على قناة “فوكس نيوز” يشبه دخول عرين الأسد، حيث واجهت هاريس أسئلة وتصريحات مباشرة من باير الذي لم يتردد في مقاطعتها.

من خلال المقابلة، حاولت هاريس توضيح موقفها من بايدن بأن رئاستها لن تكون مجرد استمرارية لولايته، حيث أكدت أنها تمثل جيلاً جديداً من القيادة. وبالرغم من عدم تقديمها تفصيلات واضحة حول الاختلافات بين سياستها وسياسات بايدن، إلا أنها حاولت تحديد قضايا مثل الإسكان والمشاريع الصغيرة التي ستعالجها بطرق جديدة. هذا التصريح اعتبره الجمهوريون بمثابة هدية سياسية، حيث كانت هاريس قد توقفت في مقابلة سابقة عند فكرة عدم وجود شيء محدد لتقوله عن ما ستفعله بشكل مختلف.

كان باير مصمماً على طرح أسئلة استراتيجية، جعلت من المقابلة مواجهة صعبة. إذ كان يكرر حجج ترامب، مما أبدى تجاهلاً لجهود هاريس في منع مقاطعته. وقد ظهر ذلك في أحد المقاطع عندما حاولت هاريس إكمال إجابتها على سؤال يتعلق بالهجرة، حيث طالبت باير بالهدوء وتركها تكمل ما تريد قوله. ومع تقدم الحوار، بدأ باير في إتاحة الفرصة لها للتحدث بشكل أكثر حرية.

ركزت هاريس خلال المقابلة على جذب الناخبات المحافظات، حيث تسعى حملتها إلى كسب تأييدهن. تعتقد هاريس وفريقها أنه هناك شريحة من النساء قد يكنّ مترددات أو مستعدات للاستماع، وخاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الإجهاض، والتي تعتبر ذات أهمية خاصة للناخبات. وقد أظهر استطلاع الرأي الأخير أن المسائل المتعلقة بالهجرة وأمن الحدود تهم الناخبات بشكل كبير، مما دفعها لتركيز النقاش على هذه المواضيع.

واجهت هاريس تحديات في محاولاتها للوصول إلى جمهور “فوكس نيوز”، حيث تم قطع حديثها عدة مرات. وعلى الرغم من اندفاعها، كان هناك بعض اللحظات التي نجحت فيها في توضيح رؤيتها لأهمية معالجة قضايا مثل الانتخابات وقيادة ترامب، حيث اعتبرت أن الأخير غير مؤهل للمنصب. ورغم أن هاريس تعمل مع بعض الجمهوريين، إلا أن أغلبهم كانوا ينظرون إليها بشك وازدراء، مما كان له تأثير على قدرتها في جذب الناخبين.

بعد المقابلة، سخر فريق حملة ترامب من أداء هاريس، حيث اعتبروا أن ظهورها كان بمثابة دعاية لصالح ترشحهم. في النهاية، كشفت هذه المقابلة عن الصعوبات التي تواجهها هاريس في جذب الناخبين من الحزب الديمقراطي ومخاطبة الجمهوريين في الوقت نفسه، في سياق منافسة انتخابية محتدمة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.