في ظل التصعيد العسكري والتوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، تزداد التساؤلات في الأوساط الأميركية حول كيفية التعامل مع إيران، وخاصةً فيما يتعلق ببرنامجها النووي. فالمخاوف الأميركية تتزايد من احتمالية قدرة إيران على تصنيع أسلحة نووية، وهو ما قد يغير موازين القوى في المنطقة بشكل يناقض مصالح الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل. وقد أظهرت دراسات سابقة، مثل تلك التي أعدها معهد بروكينغز في 2009، أن هناك اقتراحات بضرب المنشآت النووية الإيرانية مباشرة أو تقديم الدعم لإسرائيل للقيام بهذه المهمة.

منذ الثورة الإيرانية في 1979، نشأت علاقة متوترة بين الولايات المتحدة وإيران، مما جعل إيران تمثل تحديًا مركزيًا لمصالح واشنطن في الشرق الأوسط. فالقادة الإيرانيون يعتبرون الولايات المتحدة عدوًا رئيسيًا لهم، بينما تكثف النخبة الأميركية تحذيراتها من تهديدات إيران. وقد أدى التدخل الأميركي في عدة دول مثل العراق وأفغانستان إلى زيادة نفوذ إيران في المنطقة، مع التأكيد على أن الاستخبارات الأميركية تتوقع أن تتمكن إيران من الحصول على القدرات النووية في العقود القادمة.

التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، وخاصة بعد الهجوم الإيراني على منشآت إسرائيلية، قد يمهد الطريق لعمليات عسكرية أكبر من جهة إسرائيل ضد إيران. تظهر التكهنات حول توجيه ضربات لإيران، بما في ذلك اغتيالات مستهدفة لشخصيات مهمة في النظام الإيراني. ويعتقد الخبراء أن الولايات المتحدة قد تدعم هذه الهجمات، رغم العلانية المعارضة من الرئيس بايدن.

دراسة معهد بروكينغز تشير إلى دور إسرائيل كوكيل للولايات المتحدة في تنفيذ هجمات على إيران، مما يتيح لواشنطن التملص من المسؤولية المباشرة. تركز الدراسة على فكرة تدمير المنشآت النووية الإيرانية لاحتواء برنامجها النووي، وتعتبر أن مساعدة إسرائيل في تنفيذ هذه الهجمات قد تكون الخيار الأقل جدلاً. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة، خاصةً في ظل زيادة الاستثمارات الصينية في إيران ونجاحها في بناء شبكة من الحلفاء في المنطقة.

تستعرض الدراسة عدة سيناريوهات حول التوجهات المحتملة تجاه إيران، منها توجيه ضربات عسكرية مباشرة أو دعم إسرائيل في ذلك. الخبراء الذين كتبوا هذه الدراسة يمتلكون سنوات من الخبرة في تشكيل السياسات الأميركية تجاه إيران، وكثير منهم يشغلون مناصب بارزة في مراكز البحث. على الرغم من أن الخيارات العسكرية قد تجلب بعض النتائج الفورية، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة على الولايات المتحدة، بما في ذلك اندلاع صراعات أوسع في المنطقة.

أما النهج الدبلوماسي الذي اتبعته إدارة أوباما، فقد تم إدماجه باتفاقية شاملة حول البرنامج النووي الإيراني في 2015، إلا أن الإدارة اللاحقة برئاسة ترامب أدت إلى انهيار هذا الاتفاق بقرار الانسحاب وفرض عقوبات إضافية. ومع مرور الوقت، يبقى سؤال “ما هو الطريق إلى بلاد فارس؟” بدون إجابة، في ظل الإخفاقات المتكررة للسياسة الأميركية في احتواء إيران منذ أكثر من 40 عامًا.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version