كانت معركة ميسلون نقطة تحول في تاريخ سوريا، حيث جمعت بين الأمل في الاستقلال والاحتلال الفرنسي. بدأت المأساة مع انقلاب عام 1909 وانخرطت حكومات الاتحاد والترقي في مغامرات عسكرية لم تكن محسوبة عواقبها. وكانت القوى العظمى تتفق على إعادة صياغة تركة الدولة العثمانية وفرض مصالحها.
بدأت معركة ميسلون مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وقادها جمال باشا السفّاح، الحاكم العثماني في سوريا. أعلن الشريف حسين ثورة عربية كبرى لإعادة توحيد الجزيرة العربية والشام. وبفشل العثمانيين وتقدم القوات البريطانية والعربية، سقطت القدس في عام 1917 وسمح الطريق إلى دمشق.
وبعد معركة ميسلون، أصدر مجلس حلفاء مؤتمر سان ريمو قرارا بإسناد الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان. وبعد انكسار المقاومة السورية والعربية، دخل الفرنسيون دمشق وسقطت حكومة الملك فيصل، بدأت فترة الاحتلال الفرنسي التي استمرت حتى عام 1946.
بعد انسحاب الفرنسيين من سوريا، توالت الانقلابات العسكرية وظهر حزب البعث وانفرد حافظ الأسد بالسلطة. وكانت الفترة الطويلة من الاحتلال الفرنسي والصراعات السياسية من بين أسباب المأساة السورية المستمرة، بدأت بمعركة ميسلون والتقسيمات الطائفية التي فرضها الفرنسيون.
كما تسببت معركة ميسلون وانتصار الفرنسيين في عزل الملك فيصل وتقسيم سوريا على أسس طائفية وجهوية. ولم يكتف الفرنسيون بإقامة دويلات طائفية بل حاولوا تفريغ تأثير السنة عن السواحل السورية، مما زاد في تعقيد الوضع وزرع بذور الصراعات الطائفية والانقسامات.
ومن هذه النقطة، بدأت المأساة السورية المعاصرة، مع سلسلة الانقلابات العسكرية وصعود حزب البعث وقمع حافظ الأسد لأي معارضة. وكانت فترة الانتداب الفرنسي تعتبر نقطة تحول حاسمة في تاريخ سوريا الحديث.