في مقال للمحلل السياسي ران أديليست من صحيفة معاريف الإسرائيلية، يُشير إلى أن إسرائيل تتصرف كعميل للولايات المتحدة، حيث إن تحركاتها تعتمد على مصالح واشنطن. يعتبر أديليست أن التصعيد العسكري الإسرائيلي هو جزء من إستراتيجية أميركية تهدف إلى إضعاف إيران وحزب الله، من أجل تعزيز الترتيبات الإقليمية التي تخدم مصالح الولايات المتحدة، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. ويحذر من أن التطرف في الحكومة الإسرائيلية قد يؤدي إلى إفساد هذه الخطة.

يوضح أديليست أن المصالح الأميركية تجعل من المهم قتل قادة حماس وحزب الله، لكنه ينبه إلى أن طريقة تنفيذ ذلك يجب ألا تبدو كـ”مذبحة بالجملة”. يبدو أن إدارة بايدن، رغم تأييدها لإضعاف حزب الله، لا ترغب في حرب شاملة قد تؤثر سلبًا على نتائج الانتخابات المقبلة. ويعبر الكاتب عن وجود قلق داخل الولايات المتحدة من تصاعد التعاطف الشعبي العالمي مع إيران وحزب الله في حالة التصعيد العسكري.

يمضي أديليست في انتقاد التبعية الإسرائيلية للسياسات الأميركية، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد تلقت تعليمات واضحة من الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية. يتساءل المحلل عما إذا كان نتنياهو قد استسلم للمطالب الأميركية، مما يعكس مدى تأثر سياسة الأمن الإسرائيلية بالضغط الأميركي.

في سياق التصعيد الحالي، يستعرض المقال التوازنات المعقدة بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن إيران تلتزم بقواعد اللعبة المرسومة، وخوف الولايات المتحدة من عدم القدرة على السيطرة على الأوضاع في حال وقوع صدام مفتوح. يرى أديليست أن بايدن يتجنب التصعيد الكامل مع إيران خوفًا من العواقب الاقتصادية والسياسية المحتملة، ويحث على عدم استهداف البنية التحتية الإيرانية الحساسة خوفًا من ارتفاع أسعار النفط.

كما يتناول الكاتب إمكانية تورط إسرائيل في صراع طويل مع حزب الله في لبنان، ويشدد على المخاطر المحتملة والخسائر البشرية الكبيرة التي قد تنجم عن حرب مفتوحة. يخشى أديليست من أن حكومة نتنياهو تحت تأثير وزراء متطرفين قد تتخذ قرارات غير محسوبة، مما يهدد الاستقرار الداخلي والدعم الشعبي لاستمرار العمليات العسكرية.

في الختام، يحذر أديليست من أن التصعيد غير المنضبط الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية قد يدمر الترتيبات الأميركية المعقدة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى خطورة أن تقود “هذه الحكومة المجنونة” إسرائيل إلى مواجهة مع إيران وحزب الله، وهو ما قد تأخذ تداعياته أبعادًا أكبر من المتوقع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version