عقب سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق متعددة في لبنان، وصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت في محاولة للتوسط من أجل وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. هذه الزيارة تأتي في وقت حرج، حيث تقترب الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما يجعلها فرصة أخيرة لهوكشتاين لإيجاد حل دبلوماسي. كما أن توقيت الزيارة مُرتبط بمؤتمر دعم لبنان المزمع عقده في باريس، والذي سيُعنى بحماية المدنيين ودعم الجيش اللبناني. وتعتبر هذه المشاورات ضرورية في ضوء تصاعد التوترات في المنطقة.

قُبيل زيارته، أبدى هوكشتاين رغبة الولايات المتحدة في تعديل القرار الأممي 1701. وبحسب تقارير، قدّمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة تتضمن شروطها للسلام، والتي تعكس نية إسرائيل لإبقاء ضغوطها على لبنان وفرض شروط قاسية. هوكشتاين استهل لقاءاته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أكد على أن الوضع في لبنان خرج عن السيطرة وأن الالتزام بالقرار 1701 لا يكفي. كما شدد على ضرورة العمل لتقديم الدعم اللازم للحكومة اللبنانية.

بالرغم من استمرار العدوان الإسرائيلي، يؤكد الباحثون أن المقاومة في لبنان لا تزال قادرة على التصدي. يشيرون إلى أن طلبات إسرائيل تتعارض مع القرار 1701 وأن أي محاولة لفرض هذه الطلبات تعكس ضعف الموقف الأميركي. من المتوقع أن تُبوء زيارة هوكشتاين بالفشل إذا استمرت هذه الضغوطات. اللبنانيون يشعرون بالريبة تجاه هذه الزيارة، خاصة أن كثرة التعزيزات العسكرية والمطالبة بتعديلات جذرية تتنافى مع الأوضاع الحالية والوضع الأمني في البلاد.

على الجانب الآخر، يناقش المحللون أهداف الزيارة، مشيرين إلى أنها تهدف أيضًا إلى اختبار قدرة المقاومة على الصمود. فهم يرون أن الأطراف الخارجية تريد وضع الأسس لانتخاب رئيس للجمهورية وسط الظروف الحالية. يتفق المحللون على أن رئيسًا يُفرض تحت ضغط خارجي لن يحظى بالقبول في لبنان، وبالتالي، قد يُصبح الوضع أكثر تعقيدًا في المستقبل. ولا يزال هناك تأكيد على أهمية التوافق الداخلي في أي عملية سياسية.

من جهة أخرى، أشار محللون إلى أن الوثيقة الإسرائيلية الخاصة بشروط الحل تناقش جبهة جنوب لبنان دون الإشارة إلى غزة، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا يهدف إلى عزل كل جبهة على حدة. ومع أن الولايات المتحدة لم تعتمد هذه الوثيقة رسميًا، فإنها منحت الضوء الأخضر لإسرائيل لمتابعة الحرب، مما يشكل ضغطًا متزايدًا على لبنان والبنية التحتية العسكرية لحزب الله.

أخيرًا، يؤكد الخبراء العسكريون على أن الأوضاع في لبنان معقدة للغاية، وأن فصل جبهة لبنان عن غزة غير قابل للتطبيق في سياق النزاع الحالي. إن استمرار الضغوط العسكرية الإسرائيلية وغياب الحلول الفعّالة قد يُؤدي إلى تصعيد إضافي، ما قد يكلف لبنان الكثير في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. وبالنظر إلى كل هذه التحديات، يجدر بأسس أي مفاوضات أن تُقارب الوضع الشامل وليس أن تُعتمد على شروط مفروضة من الخارج.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version