بعد هدنة نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الإنسانية التي استمرت لمدة 7 أيام وتضمنت تبادلاً محدوداً للأسرى، أصدر مجلس الأمن الدولي في 27 مارس/آذار القرار رقم 2728، الذي ينص على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. يأتي هذا القرار في الوقت الذي كانت فيه الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءًا، مما استدعى تحقيق الأمن والسلام بشكل عاجل. ومع ذلك، ورغم هذا الضغط الدولي، استمرت جهود الوسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر دون تحقيق نتائج ملموسة.
تزامنت هذه الأحداث مع نهاية الشهر السابع من الحرب على غزة، حيث شهدت الساحة الدولية تطورات جديدة عند تبني الرئيس الأميركي جو بايدن مقترحًا إسرائيلياً يتعلق بوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل. ومع ذلك، سرعان ما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدخال شروط جديدة أسقطت هذا المقترح وسعت إلى إطالة عمر النزاع. تعكس هذه الأحداث تعقيد الوضع السياسي والإقليمي، حيث تظل الأطراف متباعدة في مواقفها ومطالبها.
على صعيد آخر، كان للرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في نهاية يوليو/تموز 2023 تأثير كبير، حيث دعت المحكمة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وتفكيك المستوطنات والجدار الفاصل، وإجلاء المستوطنين من الأراضي المحتلة بما فيها القدس. أعطى هذا الرأي دفعة جديدة للسلطة الفلسطينية لمطالبة المجتمع الدولي بدعم موقفها، وهو ما ساهم في تعزيز قاعدة الدعم الدولي لقضيتها.
في 19 سبتمبر/أيلول 2023، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت بأغلبية 124 صوتاً مقابل 14 لصالح أول قرار تقدمه فلسطين يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة خلال 12 شهراً. يعكس هذا القرار تحولًا هامًا في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية، إذ أصبحت الأصوات المناصرة للحقوق الفلسطينية تتزايد في المحافل الدولية، مما يحفز جهود فلسطين في السعي نحو استعادة حقوقها المشروعة.
مع ذلك، تبقى عملية السلام معقدة، ومع استمرار النزاع والتحولات في المواقف الإقليمية والدولية، يبدو أن الطريق نحو الحل لا يزال شاقًا. الوساطة الأميركية، التي تعتبر حاسمة، تواجه تحديات كبيرة في إدارة العلاقة بين الأطراف المختلفة في النزاع. كما أن التغيرات السياسية في إسرائيل قد تؤثر على توجهات الحكومات المقبلة، مما يزيد من عدم اليقين.
في النهاية، تستمر الأزمة الإنسانية في قطاع غزة في استقطاب الاهتمام العالمي، وتُظهر الحاجة الملحة للجهود الدولية لإنهاء المعاناة الإنسانية وتحقيق السلام العادل. إن الخطوات الملموسة من قبل المجتمع الدولي لتطبيق القرارات وإلزام إسرائيل بالامتثال لرأي محكمة العدل الدولية قد تشكل محورًا أساسيًا في الوصول إلى حل دائم.