يعيش المسن محمد حميدة في القدس المحتلة ويتذكر ذكريات قريته دير ياسين التي شهدت إحدى أبشع المجازر الصهيونية في عام 1948. رغم مرور 76 عامًا على لجوئه، إلا أنه لا يزال يتذكر مشاهد المجزرة ويعاني من آلامها. يروي حميدة قصة اقتحام عصابات صهيونية لقريته ونزوحه مع عائلته إلى القدس ومن ثم إلى العديد من المحطات الأخرى.

بعد التشرد واللجوء، عاش حميدة وعائلته بطريقة مؤلمة وصعبة خلال السنوات التي تلت النكبة. تركوا خلفهم ذكريات وممتلكات في دير ياسين التي لم تغادر مخيلتهم. رغم تشبثهم بذكرياتهم، تسببت أحداث النزوح والمجازر في ترك جرح عميق في نفوسهم وفي نفوس جيلهم وأجيال ما بعدهم.

توجهت عائلة حميدة بعد نزوحها من دير ياسين إلى محطات متعددة طوال السنوات، من لجوء في مدارس الأقصى إلى الانتقال إلى مدن أخرى مثل سلوان والمزرعة الشرقية ومخيم عقبة جبر في أريحا. عاشوا حياة صعبة ومليئة بالتحديات والصراعات.

تعود ذكريات حميدة إلى دير ياسين والعين التي كانت تجلب لهم الفرح والسلام. يروي كيف قضى يومًا مع عمه وزوجته في القرية، وكيف تم طردهم منها بوحشية. تعبيرًا عن تشبثه بأصوله وذكرياته، يحتفظ حميدة بمفتاح منزله الذي أُغلق بوحشية في عام 1948 والذي لا زال يمثل له رمزًا لحقوقه المفقودة.

مرور 76 عامًا لا يزال حميدة يجد نفسه يعيش ويتذكر. يروي قصته وقصة عائلته والنضال الذي مروا به بعد النكبة. يشعر بالألم والحنين إلى أيامهم في دير ياسين ويتمنى العودة يومًا ما، ولكن يدرك في الوقت نفسه أن الطريق إلى العودة ما زال طويلًا وصعبًا. يستمر في حفظ ذكرياته وتاريخه ويأمل في أن يعود يومًا إلى القرية التي لا يزال يعتبرها وطنه الحقيقي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version