أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن بدء تنفيذ خطة “تحصين الشمال”، التي تهدف لتأهيل وتحصين الملاجئ والمباني العامة في المناطق الحدودية مع لبنان، وهو ما يعكس عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه من الحرب على الجبهة الشمالية. بعد إخلاء السكان الإسرائيليين من بلداتهم في أكتوبر 2023، تسعى الحكومة إلى توفير الحماية للمستوطات في الجليل والجولان، حيث بدأت أعمال الصيانة وإنشاء ملاجئ جديدة بمبلغ يقدر بـ 130 مليون شيكل (حوالي 35 مليون دولار). تشمل الخطة ترميم نحو 150 مؤسسة عامة وتعليمية وبناء أكثر من 200 منطقة محمية، بالإضافة إلى تعزيز وجود القوات الأمنية في المنطقة.

تأتي هذه الخطة في سياق محاولات الحكومة لإعادة السكان إلى مناطقهم، رغم استمرار الهجمات الصاروخية من حزب الله. تم تصميم خطة تحصين الشمال بهدف إنشاء 261 ملجأ خاص في المنازل التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود اللبنانية. وتتضمن عمليات الحماية الجارية الالتزام بتعليمات القوات العسكرية المتعلقة بتعزيز الدفاعات في مناطق القتال رغم المخاطر. ومع ذلك، تكشف التقارير الإعلامية عن إخفاق الحكومة في تحقيق الأمان للسكان، حيث تم تخصيص فقط 18% من الميزانية المقترحة للخطة.

تم إقرار خطة تحصين الشمال عام 2018 من قبل المجلس الوزاري المصغر، وكانت تهدف إلى حماية الجبهة الداخلية على مدى أكثر من 11 عاماً، مع تخصيص ميزانية ضخمة تبلغ 5 مليارات شيكل. وعلى الرغم من أن الخطة كانت متعلقة بحماية المواطنين في الشمال، فإن معظم تفاصيل التنفيذ حققت نفسها فقط تحت ظروف الحرب الحالية بسبب الضغوط والتحديات الأمنية المتزايدة، حيث تم رصد 890 مليون شيكل من أصل 1.4 مليار شيكل اللازمة لتنفيذها.

يعتبر المحللون الإسرائيليون أن قرار الشروع في تنفيذ الخطة يشير إلى إطالة أمد الحرب مع لبنان، مما يعكس فشل الجيش الإسرائيلي في إعادة السكان لمنازلهم، وهو ما يتفق مع عينات محددة من قدرة الحكومة على استغلال هذا الوضع لتحقيق مكاسب سياسية، خاصةً أن نتنياهو يواجه تحديات قانونية. يتحدث بعض الكتاب الإسرائيليين عن استغلال نتنياهو لاستمرار الحرب في الشمال كوسيلة للبقاء في السلطة ونسب الفشل الذي شهدته حكومته في سياق الأزمات المتتالية.

طرح بعض الكتاب اليهود تساؤلات حول كيفية وصول إسرائيل إلى هذه المرحلة، حيث يطالب السكان المهجرون بتحقيق الأمن قبل العودة إلى منازلهم، بينما يشيرون إلى إهمال الحكومة لمصالحهم الحياتية. يستهجنون كيف أن رئيس الوزراء يبدو أكثر اهتمامًا بمصالحه الشخصية بدلاً من التعامل بجدية مع التهديدات التي تواجه البلدات الشمالية. مع ذلك، يعبر العديد من العائلات المهجرة، عن عدم استعدادهم للعودة حتى مع وجود ملاجئ جديدة، مما يدل على انعدام الثقة في قدرة الحكومة على حمايتهم.

حتى مع الاعتداءات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على مواقع حزب الله، يوضح العديد من سكان الجليل الأعلى رفضهم للعودة إلى منازلهم ما لم تتحقق ضمانات الأمن الكافية. يورط هذا الموقف الحكومة الإسرائيلية في موقف دقيق للغاية، حيث تزداد المطالب الأمنية للسكان مع استمرار التهديدات، ويبدو أنهم يفضلون الانتظار حتى تصبح المنطقة منزوعة السلاح قبل العودة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في شمال البلاد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.