تتواصل الأوضاع الإنسانية في شمال قطاع غزة في حالة كارثية، حيث أكد الوكيل المساعد لوزارة الصحة في القطاع، ماهر شامية، حجم الضغط الهائل الذي تتعرض له المنظومة الصحية. المستشفيات الثلاث المتبقية في المنطقة، وهي مستشفى كمال عدوان والإندونيسي (حكوميان) والعودة (أهلي)، تتعرض للقصف والحصار الإسرائيلي، ومع ذلك تعمل بشكل جزئي. الأطباء في هذه المستشفيات يرفضون التخلي عن مرضاهم رغم الأوامر العسكرية بالإخلاء، ويطالبون المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لتوفير الوقود والمستلزمات الطبية والغذاء.

القصف الإسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان بشكل مباشر، مما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي وازدحام المستشفى بالمرضى، حيث تم استخدام المفارش الأرضية داخل قسم الولادة لاستقبال المصابين. كما دمرت القوات الإسرائيلية مستشفى العودة والإندونيسي، مما تسبب في وفيات داخل قسم العناية المركزة. النقاط الصحية الثلاث تعاني من نقص حاد في الطاقم الطبي والمستلزمات الضرورية، مما يؤثر على جودة الخدمات الصحية المقدمة في ظل استمرار الحصار.

الجهات المسؤولة في الأمم المتحدة أدانت بشدة استمرار استهداف المستشفيات، حيث دعت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا إلى حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وكانت التأكيدات تشير إلى وضع مأساوي في شمال غزة، حيث أصيب الفلسطينيون بأهوال لا توصف نتيجة لهذا الحصار. ودعت أيضًا إلى احترام القانون الدولي الإنساني والامتثال لتدابير محكمة العدل الدولية.

ويشيط معاناة المستشفيات في شمال غزة، حيث تعرض مستشفيا العودة والإندونيسي لضغوط كبيرة لأجل الإخلاء، مما يهدد حياة العديد من المرضى. منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة مهند هادي أكد على أهمية السماح للفرق الطبية بالوصول إلى المناطق المتضررة دون تأخير، مشيرًا إلى أن حرمان المدنيين من الرعاية الطبية يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.

يعتقد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أن الاحتلال يسعى إلى تدمير المنظومة الصحية كجزء من مخطط للتهجير القسري للسكان. حيث أشار إلى أن هذه الحملة تمتد لتشمل حصار مستشفيات شمال غزة وقطع الإمدادات الطبية والغذائية. وفي نفس السياق، سلط مصطفى جاويش، المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية، الضوء على نية الاحتلال في تدمير المستشفيات كجزء من استراتيجيته العسكرية.

جاءت الحملة الإسرائيلية بدعم من الولايات المتحدة الأمر الذي نتج عنه سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى. وبالرغم من القرارات الدولية بوقف العنف وتوفير المساعدات الإنسانية، يواصل الاحتلال عدوانه، متجاهلًا كافة النداءات الدولية بإنهاء هذه الكارثة الإنسانية التي تعصف بغزة وأهلها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version