اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الميداني الذي أقامه الهلال الأحمر الإيراني على الحدود السورية اللبنانية يعد “جريمة حرب”. جاء هذا التصريح بعد قصف المستشفى الذي أسفر عن احتراق مستودع الأدوية والمواد الغذائية وتدمير المعدات الطبية. وأكدت الصحيفة التابعة للهلال الأحمر أن الكادر الطبي لم يُصَب بأذى، مع توضيح رئيس الجمعية أن المنشأة كانت معلومة الهوية، مع تصنيف هذا الهجوم كنوع من انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي. كما أشار إلى أنهم سيتقدمون بشكوى ضد إسرائيل في الهيئات الدولية المعنية.
في سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الإيراني أنه سيباشر بتشييد مستشفى ميداني جديد لتقديم المساعدة للنازحين اللبنانيين والجرحى، وذلك بعد وقوع الهجوم. وذكر رئيس الجمعية في تصريح له أنهم يعملون على تجهيز هذا المستشفى الذي سيتم بناءه على بعد 40 كيلومتراً من الموقع المدمر. وأرسل الهلال الأحمر الإيراني رسائل إلى مؤسسات دولية للمطالبة بإدانة العدوان الإسرائيلي، مؤكدين استعدادهم لتوجيه الدعم الطبي والإنساني إلى لبنان.
وأشار الهلال الأحمر الإيراني إلى أنه سجل أكثر من 8000 متطوع من الأطباء المخصصين للمساعدة في تقديم الدعم للجرحى والمتضررين في لبنان وسوريا. وأعربوا عن استعدادهم لجمع المساعدات الشعبية وكذلك إرسالها عبر مختلف الطرق لضمان وصولها للمتضررين. ورافق ذلك عرض لتقديم المساعدات الطبية العاجلة بالتزامن مع زيارة رئيس البرلمان الإيراني إلى لبنان.
بدورها، أكدت منظمة الإغاثة والإنقاذ التابعة للهلال الأحمر إرسال الشحنة الرابعة من المساعدات الطبية إلى لبنان عقب استهداف المستشفى. وأورد رئيس المنظمة أن الشحنة الجديدة تحمل 3 أطنان من المساعدات الطبية، مشيراً إلى استمرار التجهيزات للمستشفى الجديد بعد تدمير المستشفى السابق. وأوضح أن جهودهم مكثفة لتأمين الدعم اللازمة في أسرع وقت ممكن للمتضررين من القصف الإسرائيلي.
وفي جانب آخر، أرسل السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن، مديناً الهجمات الإسرائيلية على المستودعات الإنسانية والطبية، واعتبر أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني. وشدد على ضرورة محاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات التي تُعتبر جرائم حرب واضحة، ما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، وتأثير النزاع على الوضع الإنساني المتدني في المناطق المتضررة.
وبالختام، تظهر الأحداث التالية تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل في ظل الظروف الحادة التي يعيشها لبنان وسوريا نتيجة الغارات الإسرائيلية. فهذا الهجوم على مستشفى الهلال الأحمر لاقى استنكاراً على المستويات المحلية والدولية، وأدى إلى تحركات تعكس الحاجة الملحة لتأمين الخدمات الطبية للمدنيين في هذه المناطق المتأثرة بالنزاع.