تنطلق في 22 من أكتوبر الجاري في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، أعمال قمة مجموعة دول تجمع بريكس، والتي تستمر لمدة يومين. وقد تمت دعوة 38 دولة لحضور القمة، بما في ذلك 32 دولة أكدت حضورها، ومن بين هذه الدول، ستشارك 24 دولة على مستوى القادة. وأكد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن القمة ستشهد حضور ممثلي منظمات إقليمية وهيئات تنفيذية، مشيرًا إلى أن هذا العدد من قادة العالم لم يجتمع في روسيا من قبل بنفس الوقت. تُعتبر روسيا الطرف الأكثر ديناميكية في مجموعة بريكس، حيث يسعى الرئيس فلاديمير بوتين لتعزيز رؤية جديدة للعلاقات الدولية في إطار الانتقال نحو عالم متعدد الأقطاب.

تعد رئاسة مجموعة بريكس تجربة تناوبية، حيث تتولي كل دولة العضو القيادة لمدة عام. واحتلت روسيا هذا المنصب عدة مرات، مع تحقيق إنجازات هامة مثل تأسيس بنك بريكس في عام 2015. تأسست المجموعة في عام 2006، وهي تشمل خمس دول رئيسية هي روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا. الهدف من تأسيس المجموعة هو تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن والتنمية البشرية. وتعتبر المجموعة، برغم تنوع أعضائها، تحالفًا يهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة في مواجهة الأزمات.

تسعى دول بريكس إلى مواجهة الأزمات المالية والاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة، مع التركيز على الابتكار والتحول الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على المواد الخام. تؤكد الدول الأعضاء على أهمية البناء على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي في أعمالها. وتعتبر مبادئ الانفتاح والتضامن والحياد تجاه الأطراف الثالثة من أسس التعاون بين الدول الأعضاء. كما تهدف المجموعة إلى توفير بيئة اقتصادية مواتية وتعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة.

في سياق الجغرافيا السياسية، تمثل مجموعة بريكس الآن قوة متزايدة مع انضمام بلدان جديدة مثل مصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا. ومن المرجح أن تستمر المجموعة في توسيع رقعتها الجغرافية، حيث أبدت دول عديدة اهتمامها بالانضمام مثل تركيا والجزائر وبنغلاديش وفنزويلا. يعكس هذا النمو المتواصل في عضوية بريكس تأثيرها المتزايد على المسرح العالمي والجهود المبذولة لتحقيق تعددية قطبية.

تشير التقديرات إلى أن دول بريكس تمثل حوالي ثلث مساحة اليابسة في العالم، بالإضافة إلى استيعاب أكثر من 45% من سكان كوكب الأرض. كما تضم المجموعة نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتحتفظ بأكثر من 17% من احتياطي الذهب العالمي. هذه البيانات تعكس القوة الاقتصادية والسياسية للمجموعة وتدل على أهمية العمل المشترك لدعم التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

تسعى مجموعة بريكس، من خلال القمة المقبلة، إلى توحيد الجهود وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية، مستهدفة تكوين جبهة موحدة حول القضايا الدولية الرئيسية. من المتوقع أن تلعب الدول الأعضاء دورًا محوريًا في تطوير قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم، مما قد يسهم في تحسين ظروف الحياة لمواطنيها. في نهاية المطاف، تعكس هذه الجهود السعي المستمر لبناء عالم أكثر توازنًا إن لم يكن خاليًا من الهيمنة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.