سلطت صحيفة الغارديان الضوء في تقريرها على معاناة العمال والطلبة في غزة في ظل الحرب الإسرائيلية، حيث تعتمد مجموعة من هؤلاء على مبادرة “مركز الأمل”. هذه المبادرة التي تعتبر شريان حياة لما يقرب من 1300 عامل، يتمركز نشاطها بشكل رئيسي في غزة ومصر ولبنان، تقدم لهم فرصة لكسب العيش وتجاوز الظروف الصعبة التي ألقت بها الحرب والحصار على المنطقة. وفي الوقت الذي يعاني فيه سكان غزة من شح فرص العمل، اتجه الكثيرون للعمل الحر عبر الإنترنت، حيث أفادت إحصائيات الأمم المتحدة أن حوالي 12 ألف عامل في القطاع engaged في هذا المجال.
مركز الأمل، الذي أسسه صلاح أحمد وفادي عيساوي في بداية عام 2024، يوفر مجموعة من المساحات المشتركة المجانية للعمل، بهدف توفير بيئة ملائمة للدراسة والعمل في ظل الظروف القاسية. حيث تمكن المركز من التوسع رغم القصف الإسرائيلي الذي دمر إحدى مقراته، حيث يعود ويستمر في توفير خدمات الإنترنت والكهرباء للمحتاجين. على الرغم من الظروف الصعبة، يبقى العمل عن بُعد هو الخيار الأكثر توافقاً مع الاحتياجات الحالية للعمال والطلبة، رغم التحديات المرتبطة بذلك مثل الاتصال الضعيف بالإنترنت.
تشهد حياة الأفراد في هذا المركز قصص كفاح ملهمة؛ ففريدة الغول، المعلمة المتطوعة، تعتبر نموذجاً للصمود، حيث تقوم بتدريس الأطفال وتعمل كمترجمة حرة لتأمين لقمة العيش. تواجه فريدة تحديات كبيرة نتيجة الحرب، حيث فقدت العديد من أفراد عائلتها، لكنها مصممة على الاستمرار في الإنتاج. من ناحية أخرى، وليد الإكي، وهو رائد أعمال في مجال التسويق، يعيش أوضاعًا صعبة حيث أن قصف مدينته جعله مضطراً للتنقل بين المناطق الآمنة المتخيلة، ومع ذلك، يبقى مصمماً على العودة إلى العمل رغم الضغوط التي تواجهه.
في جانب آخر، يشير التقرير إلى أهمية التعليم في حياة الشباب في غزة، حيث يتوجه طالب علوم الحاسوب عثمان شبير إلى مركز الأمل لتنفيذ فصوله الدراسية عبر الإنترنت، على الرغم من عدم تأكده من مستقبله الأكاديمي بسبب الظروف. يواجه الطلبة الآخرون تحديات مشابهة؛ آية عصام، الطالبة في كلية طب الأسنان، تعتبر أن إمكانية التخرج تتلاشى في ظل الظروف الحالية، لكنها ترفض التخلي عن أحلامها. يتفق الجميع على أن الحياة لم تتوقف مع بداية الحرب، وأن التعليم يبقى طريقاً رئيسياً نحو الفرص المستقبلية.
جاء التقرير ليبرز حالة الطموح والثبات في غزة، حيث يُظهر شجاعة هؤلاء العمال والطلبة في مواجهة adversities وتحقيق أحلامهم على الرغم من الوضع القاسي. يُظهرون كيف يمكن للأمل أن يعانق الظروف القاسية، كما أن مقتطفات من قصصهم توضح كيف يلتقون بالتحديات يومياً ويستمدون القوة من بعضها البعض للحفاظ على مستويات الأمل والمثابرة. فريدة تركت بصمة في قلوب الأطفال، ووليد يعمل يومياً على تحقيق أهدافه رغم الصعوبات، مما يعكس روح الغزاويين وقدرتهم على الصمود.
باختصار، يُظهر المقال كيف أن مركز الأمل يمثّل أكثر من مجرد مركز عمل؛ إنه تجسيد للإرادة البشرية التي تسعى للعيش بصورة كريمة رغم كل العقبات. يعكس إرادة الناس في غزة للعمل، الدراسة، وتجاوز الصعوبات، مع الإصرار دائمًا على اغتنام الفرص حتى في أصعب الأوقات. في النهاية، يبقى الأمل مستمراً بين صفوف الجيل الجديد في غزة، الذين يدركون أهمية التعليم والعمل الحر، ويستعدون لبناء مستقبل أفضل رغم الحصار والدمار.