أثار إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن اكتمال نشر منظومة ثاد الأميركية المضادة للصواريخ في إسرائيل الكثير من الشكوك حول فعالية القبة الحديدية الإسرائيلية وقدرتها على التصدي للهجمات الصاروخية. يأتي ذلك في وقت يترقب فيه العالم رد فعل إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع في بداية الشهر الجاري. من خلال تحليل آراء المحللين والصحافيين الأميركيين، تبين أن نشر منظومة ثاد يعكس بشكل واضح القلق من فشل القبة الحديدية في توجيه الرد الملائم على التهديدات الصاروخية المتزايدة من قبل الخصوم. القبة الحديدية لم تكن قادرة على اعتراض الكثير من الصواريخ التي أطلقت عليها من غزة ولبنان، بالإضافة إلى الصواريخ الإيرانية التي نجحت في اختراق العمق الإسرائيلي.

الفشل المتكرر للقبة الحديدية في حماية الأجواء الإسرائيلية خلال العام الماضي أثار أسئلة جدية حول ادعاءات إسرائيل بقدراتها الدفاعية المتطورة. تمكّن صواريخ المقاومة من الوصول إلى أهداف عسكرية حساسة في إسرائيل، بما في ذلك منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما ساهم في تقوية الشكوك حول الكفاءة الحقيقية لمنظومة الدفاع الإسرائيلية. هذا الفشل دفع الحكومة الإسرائيلية إلى أزمة داخلية، حيث انتشرت الانتقادات حول قدرتها على حماية المواطنين الإسرائيليين، في ظل تصاعد التهديدات القادمة من عدة جهات.

على الصعيد الأميركي، برز خلاف داخلي بين إدارة الرئيس جو بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن حول الهجوم المتوقع على إيران. في حين أعلن بايدن عن معرفته بتفاصيل الهجوم، أكد أوستن أنه ليست لديه معلومات بشأن هذا الأمر، مما أثار تساؤلات حول مستوى التنسيق داخل الإدارة. تأتي هذه الخلافات في وقت حساس، حيث تزداد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتعبر طهران عن قلقها من التدخل العسكري المحتمل. تصاعدت الأوضاع الإقليمية، وباتت علامات الاستفهام حول كيفية إدارة سياسة الولايات المتحدة في المنطقة تتزايد.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها تعتبر أي طرف يعرف تفاصيل الهجوم الإسرائيلي المستقبلي شريكًا في الاعتداء. جاء هذا التحذير في وقت حساس، حيث أكدت الخارجية الإيرانية أنها سترد بحزم على أي ضربات تستهدف منشآتها النووية. هذا التصريح يعكس تصاعد حدة القلق الإيراني من التهديدات الخارجية، ويبرز القرار الإيراني بعدم التهاون حيال أي اعتداء قد يؤثر على سيادتها. كما تعتبر طهران أن أي هدف تضربه إسرائيل في عمق الأراضي الإيرانية هو بمثابة تجاوز للخطوط الحمراء.

تستمر تداعيات هذه الأحداث في التأثير على المشهد الداخلي الأميركي، ومؤخراً ثار غضب كبير بين المعارضين الأميركيين، خصوصًا في صفوف الحزب الديمقراطي، بعد قرار نشر المنظومة الأميركية وزيادة الدعم العسكري والمالي لإسرائيل. يعتبر المعارضون أن هناك تناقضًا واضحًا بين دعوات الرئيس بايدن للتهدئة وعدم توسيع نطاق الحرب، وبين السياسات الفعلية التي تدفع الولايات المتحدة لتكون طرفًا مباشرة في الصراع القائم. هذه التوترات بين الأمس واليوم قد تؤثر على الدعم السياسي لإسرائيل في واشنطن.

في ختام الحدث، يتضح أن الوضع الإقليمي يشهد تصاعدًا ملحوظًا في التوترات، حيث تتجلى آثار الخلافات داخل الولايات المتحدة على مستوى السياسة الخارجية وقدرتها على التعامل مع الأطراف المعنية. تشهد الساحة السياسية الأميركية انقسامًا غير مسبوق حول كيفية التعامل مع إيران، وبينما تشدد إيران على موقفها من أي تهديد، تستمر إسرائيل في التأكيد على حاجتها للأمن والحماية من الهجمات الموجهة نحوها. انعكاسات هذه الأوضاع قد تؤدي إلى تغيير في الديناميكيات الإقليمية، مما يستدعي مراجعة شاملة لاستراتيجيات القوى الكبرى في الشرق الأوسط.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version