تتناول صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في تقريرها عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية مجموعة من الروايات الأدبية التي تنقل تجارب متنوعة في المجتمع الأمريكي، مركزًا على التحديات مثل العنصرية، العنف، والتمزق الاجتماعي، جنبا إلى جنب مع المناظر الطبيعية الخلابة والفرص التي لا تزال موجودة في سياق الحلم الأمريكي. هذا التقرير، الذي كتبه كريستين فيرنيو وثيودور ديليرين بالتعاون مع مكتبة “كونتوار دي مو”، يسلط الضوء على 50 رواية سوداء تمثل الولايات المتحدة الأمريكية بطرق مختلفة عبر جميع الولايات.

في رواية “مدينة الرذيلة”، يروي خوسيه لويس مونيوز قصة مايك ديمون، بائع وثائق التأمين الذي يجد نفسه محاصرًا في لاس فيغاس بعدما تعطلت سيارته. المدينة، التي تمثل الفجوة بين الحلم الأمريكي والواقع القاسي، تستعرض مجموعة من المقامرين الذين يسعون وراء الثروة الموعودة. هذه الرواية تعكس سقوط العديد من الأفراد في فخ اللعب والفساد، حيث تتحول الأحلام إلى كابوس تحت أضواء النيون التي لا تنطفئ.

أما رواية “المورمون” للكاتبة كيت كوين، فتتناول حياة مجتمع المورمون في ولاية يوتا، اذ تروي قصة بليك نيلسون وازواجه الثلاثة، وتبحث في تجاوزات الطائفة. الغوص في أسلوب حياة المورمون يسلط الضوء على الجوانب الخفية من هذه الثقافة، بما في ذلك التعددية الزوجية والتجاوزات التي حدثت تحت إشراف زعماء الطائفة. الرواية ليست مجرد سرد بوليسي، بل تتناول قضايا عميقة تتعلق بالتحكم والحرية في مجتمع مغلق.

في رواية “الشياطين البيضاء” للكاتب توني هيلرمان، يتمحور السرد حول قضايا اجتماعية وثقافية تعني السكان الأصليين في أريزونا. تبدأ القصة بكوميديا حول مخرب يرسم الجبال، ولكنها تتحول إلى معالجة عميقة لمواضيع كالصراع الثقافي ومحاولات محو الهوية الهندية. الرواية لا تحدثنا فقط عن الأحداث، بل تعكس التاريخ والممارسات الثقافية، جنبا إلى جنب مع جمال الطبيعة التي تحيط بالشخصيات.

بينما تقدم رواية “أميركا ريغان” لبنيامين ويتمر صورة قاتمة للعنف الاجتماعي في بلدة بلاينفيو بكولورادو، حيث يختفي الفتى راندي. تعكس الرواية واقعًا مزدوجًا بين العنف والبحث عن المساعدة، متطابقة مع الشعارات السياسية التي جعلت من رجالات السياسة طموحهم في استعادة عظمة أمريكا. الأحداث تتخذ طابعًا مثيرًا ومشوقًا، ممزوجًا بالحنين إلى حقبة ريغان السياسية وما واكبها من تحولات اجتماعية وسياسية.

أخيرًا، تقدم رواية “الجريمة الحقيقية” لفريدريك براون سردًا معقدًا عن الشخصيات المهووسة بالماضي المظلم. تتبع القصة جورج ويفر، الذي يختار الانعزال في منزل شهير بمكان جريمة قتل. الرواية تدعو القارئ إلى التفكير في الروابط النفسية بين المكان والمآسي، وفي صراع الجوانب الإنسانية مع قضايا الوجود والألم. يتداخل التشويق مع الاستكشاف العميق للعواطف الإنسانية، مما يجعل القارئ يتساءل عن مفاتيح العقل وانتقام الذكريات.

بهذه المواطن الأدبية، تعكس هذه الروايات تنوع المجتمع الأمريكي وتعقيدات الحلم الأمريكي ذاته، موضحة كيفية التعامل مع قضايا الإجحاف والفرص المتاحة للقادة والمبدعين. هذه الأعمال الأدبية تعتبر نافذة على عالم معقد من الصراع والتفاعل البشري، وتقدم علامات على الأمل والتحدي في وجه التفاوت والتمييز.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version