قلّل الدكتور حسن منيمنة، المحلل السياسي والباحث في معهد الشرق الأوسط، من احتمالات نشوب حرب نووية تقليدية بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أنها تبقى محدود. أكد أن “الحرب النووية” في هذا الإطار لا تعني بالضرورة استخدام الأسلحة النووية بل قد تتعلق باستهداف المنشآت النووية للدولة الأخرى. وأضاف أن رد الفعل المتوقع من إيران في حال تعرضت لهجوم إسرائيلي من الممكن أن يكون استهداف المنشآت النووية الإسرائيلية، مما يُعتبر نوعًا من الحرب النووية بمعنى آخر. كما أوضح أن الولايات المتحدة تبقى حذرة من تصعيد قوي في المنطقة وتعتبر إيران مسؤولاً عن أي توتر محتمل.
بالإضافة إلى ذلك، أشار منيمنة إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، موضحًا أنها تسعى لإذلال إيران عن طريق السماح لإسرائيل بشن ضغوطات عليها دون رد فعل من طهران. يمكن اعتبار أن الضربات الإسرائيلية على إيران أصبحت شبه محتملة، لكن يبقى السؤال ما توقيتها وحجمها. كما أشار إلى أن توقيت الضربا ت الإسرائيلية قد يتأثر بالمناسبات الدينية الإسرائيلية. ويتساءل هل يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تحمل تأجيل الضربة بسبب تلك الأعياد، معتبراً أنه لا يتوقع ذلك.
فيما أكد أن الضربة الإسرائيلية لن تقتصر على المنشآت العسكرية فقط، بل من الممكن أن تشمل بنية تحتية أخرى، بما في ذلك قطاع النفط. على الرغم من أن هناك رغبة أميركية بعدم استهداف المنشآت النووية، فإنه في حال حدوث ذلك، من المتوقع أن تدعم واشنطن إسرائيل وتعتبر ما حدث تصرفًا من حق الدفاع عن النفس. وأوضح أن تدخل الولايات المتحدة في حال حدوث ضربة رمزية من إيران تجاه إسرائيل يمكن أن يكون على الطاولة، مما يتيح لأميركا إمكانية التدخل لضرب المنشآت الإيرانية إذا كان هناك تهديد فعلي لإسرائيل.
بينما أشار منيمنة إلى أن الحجة الأميركية قد تكون لتقديم المساعدة لإسرائيل، ويرى أن الولايات المتحدة تولي أهمية لتجنب حرب إقليمية واسعة النطاق. كما لفت الانتباه إلى أن الموقف الأميركي قد يتغير بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، إذ أصبحت واشنطن تدعم تسريع عملية تحول خريطة الشرق الأوسط، موضحًا أن هذا المشروع يتم بمساندة أميركية ولم يعد مشروعًا إسرائيليًا خالصًا. كما أشار إلى أن توقعات الدعم الأميركي لهذا المشروع تستمر على الرغم من تغيير الإدارات الحاكمة.
وفي ظل هذه الظروف، تساءل منيمنة عن مدى جدية الجهود الأميركية في تحقيق تسوية دبلوماسية للأزمة، مستندًا إلى تصريحات دبلوماسيين أميركيين. وتوقع أن تتصاعد التحركات الإسرائيلية بعد الانتخابات الأميركية، مشددًا على ضرورة توقع زيادة التصعيد بغض النظر عن الجانب المنتصر في الانتخابات المقبلة. لذا، فإن التوتر في العلاقة بين إسرائيل وإيران من المتوقع أن يستمر، وقد تتصاعد الأحداث بشكل كبير في الفترة القادمة.