توصل خبراء وباحثون إلى إجماع بأن قادة الأمن الإسرائيليين يرون أن الحرب على قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود وأنه يجب الآن الأولوية لاستعادة الأسرى المحتجزين. هذا يضع ضغوطاً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقوي من موقف حركة حماس. يرى الخبراء أن الحرب على غزة قد استنفدت أدواتها وأنه لم يعد هناك فائدة من العمليات العسكرية بالنسبة لإسرائيل، مع التركيز الآن على عودة الأسرى.

تسريب الاجتماعات الأمنية يحمل عدة رسائل، منها أن اجتياح رفح جنوبي غزة لا داعي له عسكرياً أو إستراتيجياً، وأن التركيز على الأسرى والعمل على صفقة تبادل هو الأمر الأهم في الوقت الراهن. يؤكد الخبراء أن الفئة العسكرية والأمنية في إسرائيل تحظى بثقة أكبر من حكومة نتنياهو، وهذا يشير إلى انقسام حاد غير مسبوق في الرؤى بشأن الحرب والهدف منها.

هناك توافق بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والمؤسسة الأمنية والعسكرية على ضرورة الذهاب لصفقة تبادل لاستعادة الأسرى كجزء من أهداف الحرب. من جهة أخرى، يقوم نتنياهو بحملته العسكرية لأهداف سياسية وليست قومية، مما يثير مخاوف من ثورة اجتماعية كبيرة في إسرائيل إذا لم يستجب لمطالب الشارع والمؤسسة الأمنية بالذهاب لصفقة تبادل.

رئيس حماس في غزة يرغب في صفقة تنهي الحرب، بينما يسعى نتنياهو للاستفادة دون توفير الحقوق المطلوبة. حماس نجحت في استخدام قضية الأسرى كورقة في لعبتها داخل إسرائيل، وتستند إلى تطورات إقليمية وضغط دولي لتعزيز موقفها. إسرائيل تسعى لاستعادة جزء من الأسرى أحياء لتحقيق أهداف حربها.

تسريبات الاجتماعات الأمنية توضح تناقض بين الأجندة الإسرائيلية والأميركية بخصوص التحقيقات في الحرب. واشنطن تركز على استعادة الأسرى كأولوية، بينما إسرائيل تركز على تدمير حماس. الخلاف بين المؤسسة العسكرية والقرار السياسي قد يعكس تحدياً للتوصل إلى صيغة ترضي الجانبين وتنهي الحرب بشكل مستدام.

تبقى إسرائيل في موقف حرج حيال تحقيق مكاسب من الحرب في ظل الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية. يظهر أن اجتياح رفح يمثل خطراً أكبر من المقاومة ومن المحتمل أن يزيد الضغط الدولي على إسرائيل. تبقى الصيغة المثلى لاستمرار الحرب هي التوصل إلى صيغة ترضي كلا الجانبين وتنهي الصراع بشكل مستدام.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version