أظهر التحليل حول الوضع في الشرق الأوسط، خصوصاً الصراع بين إسرائيل وحزب الله، تباينًا كبيرًا في الآراء بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. بينما تعبر الإدارة الأميركية عن تفاؤلها حيال بدء مفاوضات، يرى المحللون أن شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقرار وقف إطلاق النار تتجاوز الخطوط الحمراء، حيث تشمل انتهاكات صارخة للسيادة اللبنانية. ينبه هؤلاء المحللون أيضاً إلى أن الظروف الحالية، بما في ذلك الانتخابات الأميركية المقبلة، تلقي بظلالها على هذا النزاع، مما يجعل التوصل إلى أي تسوية أمراً معقداً.

يتولى نتنياهو إدارة المفاوضات بصورة فردية، حيث يبقي مجمل الأمور المتعلقة بوقف إطلاق النار تحت سيطرته، متجاهلاً بذلك توصيات المؤسسة العسكرية. يعتقد المحللون أنه يسعى لتحقيق أهداف طويلة الأمد، تهدف إلى تعديل القرارات الدولية السابقة بطريقة تدعم الموقف الإسرائيلي. يشير الباحث أنطوان شلحت إلى أن شروط نتنياهو تعجيزية، مما يجعل إمكانية التوصل إلى نتيجة مرضية لكافة الأطراف أمراً مستبعداً. ويرى أن التوجهات الإسرائيلية تسعى إلى فرض معادلات جديدة مستفيدة من الوضع الإقليمي والدولي المحيط.

مع أخذ الأوضاع الداخلية والخارجية بعين الاعتبار، يبرز تحليل آدم كلير، المتحدث باسم “السلام الآن”، حيث يؤكد أن نتنياهو يدير الأمور وفقًا لمصالحه الشخصية أولاً، وسط مخاوف من توجيه تهم له تتعلق بالفساد. تعد هذه الحرب فرصة بالنسبة له لتفادي تلك الضغوط، وهو ما يرمي إليه من خلال مواصلة الصراع لإبعاد الأنظار عن محاكمته المحتملة. في هذا السياق، يرى كلير أن نتنياهو يستفيد من ظروف داخلية مريحة تحصنه ضد أي ضغوط.

كما يتنبأ كلير بتأثير مباشر للانتخابات الأميركية على هذا الصراع، حيث يستبعد أن تتمكن إدارة بايدن من الانحياز إلى نتنياهو بصورة مطلقة. قد تسعى الإدارة الجديدة إلى فرض ضغوط على إسرائيل، خاصة إذا لم يتجاوب نتنياهو مع المطالب الأمريكية بإقرار نتيجة ترضي جميع الأطراف، وهو ما قد يحدث في سياق النقاشات حول العقوبات المحتملة في مؤتمر مجلس الأمن.

ويشير الوضع المعقد إثر استمرار القتال في كل من لبنان وغزة، إلى أن التصعيد العسكري لن يتراجع ما لم يتم استجابة جدية من القادة الإسرائيليين. التسويات المطروحة تبدو غير كافية في الوقت الراهن، وغالباً ما تتعارض مع أولويات حزب الله. بالنظر إلى الموقف الأميركي المتفائل من جهة والإسرائيلي المتصاعد من جهة أخرى، فقد يتواجد مأزق يصعب منه حدوث التوافق السلمي.

في الختام، تؤكد التقارير أن استمرار الصراع في الشرق الأوسط، مدفوعًا باعتبارات محلية ودولية، قد يؤجل حلول السلام المحتملة. رغم الرغبة الغربية في تحقيق الاستقرار، فإن الأوضاع الداخلية في إسرائيل وموقف نتنياهو الشخصي يبقيان عوامل رئيسية في تكوين مستقبل النزاع، مما يستدعي متابعة دقيقة للتحولات التي قد تطرأ في الأيام والأسابيع المقبلة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version