في سياق التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل، أعلن حزب الله مؤخرًا عبر مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف المسؤولية عن العملية التي استهدفت منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا باستخدام طائرات مسيرة. جاء هذا الإعلان بعد فترة من الصمت، وهو ما يشير إلى استعادة الحزب لخطوط الدعم العسكري واللوجستي. وأكد عفيف أن مقاتلي الحزب قد تمكنوا من تكبيد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة، وأعرب عن قلقه إزاء عدد من مقاتليه الذين وقعوا في الأسر، مطالبًا الصليب الأحمر بالتحقق من سلامتهم.
وفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن الهجوم على منزل نتنياهو نتج عن ثلاث طائرات مسيرة وأدى إلى أضرار في المقر. هذه العملية تُعتبر من الأهم في محاولات الاغتيال ضد مسؤول إسرائيلي رفيع. وتزامن هذا الهجوم مع اتهامات مباشرة لإيران بالوقوف وراء العملية، وهو ما قد يُستخدم كذريعة لتوسيع الرد الإسرائيلي على إيران.
من جهته، يرى الدكتور علي أحمد أن تبني حزب الله للعملية يُظهر أن لها دلالات تتجاوز الإطار العسكري، حيث تعكس قدرة الحزب على الرصد والمتابعة، مما يُثبت أنه لا زال قويًا رغم الضغوط الإسرائيلية. وأكد أن هذه الضربة تعكس قدرة الحزب على الاستمرار في العمليات رغم زعم إسرائيل بتدمير قدراته العسكرية والاستخباراتية. كما أشار أحمد إلى أن استراتيجيات تأخير الإعلان عن العمليات تتطلب معالجة مدروسة، وهذا يبرز التزايد المستمر في قدرات حزب الله.
بالمثل، يؤكد المحلل السياسي توفيق شومان أن عملية استهداف منزل نتنياهو ترسم معادلة جديدة في الصراع. وأشار إلى أن الاستهداف قد يمهد الطريق لمزيد من أعمال المقاومة ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين. وبالرغم من المخاوف المتزايدة داخل الكيان الإسرائيلي، فإن الشكوك تكاد تغمر الأوساط السياسية حول قدرة الحكومة على حماية قادتها.
أشار الخبير العسكري حسن جوني إلى أن تأخر حزب الله في تبني العملية يعكس حكمته، حيث يُظهر أنه يستقصي ردود الفعل الدولية والإسرائيلية حول تلك العملية. التخلص من الذريعة الممكنة التي قد تستخدمها إسرائيل ضد إيران يعد أيضًا هدفًا محوريًا لهذا الإعلان. بالنسبة لقضية الأسرى، شدد جوني على أهمية التذكير بالحقوق وفقًا للقوانين الإنسانية، وأن الحزب سيتابع هذه القضايا بحرص وعناية.
في المجمل، يبدو أن العمليات العسكرية الأخيرة تعكس أيضًا تحولًا جوهريًا في أساليب الصراع بين حزب الله وإسرائيل. العوامل المترابطة بين العمليات العسكرية، الرصد الاستخباراتي، والقدرة على إثارة مخاوف العدو تشير إلى التحولات في المعادلات الإستراتيجية، مما قد يضفي تعقيدًا أكبر على مشهد الصراع المستمر.