تتناول التصريحات الأخيرة لمسؤولين عسكريين إسرائيليين حول التهديدات الإيرانية وتداعيات الوضع في غزة ولبنان. فقد أشار إيشل أرموني، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في الموساد، إلى أن إيران تمثل التحدي الرئيسي لإسرائيل، متوقعا دخول تل أبيب في “سنوات من الحرب” لمواجهة ما أسماه “الجهاد”. ومن جهته، أشار تسفيكا حاييموفيتش، قائد الدفاعات الجوية السابق، إلى أن الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية سيكون مختلفا من حيث الأسلوب والتوقيت، مع تأكيده على استعداد طهران لتحسين خططها العسكرية والرد الفوري على أي اعتداء.
يذكر أن إيران قد نفذت هجوما صاروخيا في بداية تشرين الأول/أكتوبر الحالي، حيث أطلقت حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مشيرةً إلى أن هذا الهجوم جاء ردًا على اغتيال القياديين الفلسطينيين إسماعيل هنية وحسن نصر الله. وتوقع حاييموفيتش أن تكون هناك ردود فعل سريعة من إيران تزامنا مع العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث أكد مسؤولون إيرانيون أن قوة الرد مرتبطة بما ستقوم به إسرائيل، مع احتمال إطلاق ما يصل إلى 1000 صاروخ باليستي إذا تعرضت منشآتها الحيوية للهجوم.
وفي الجانب الآخر، أفادت التقارير أن الخطط العسكرية للهجوم على إيران حصلت على موافقة كبار القادة العسكريين الإسرائيليين، مما يشير إلى استعداد كبير للقيام بعمليات هجومية. وفي هذا السياق، أكد معلقون إسرائيليون أن الأحداث تشير إلى تصعيد ملموس في الخطط العسكرية وأن تل أبيب قد تكون على أعتاب خطوة عسكرية استباقية.
فيما يخص الأوضاع الإنسانية في غزة، أشار يسرائيل زيف، وهو مسؤول عسكري سابق، إلى أن العمليات العسكرية في شمال القطاع لن تؤدي إلى نتائج فعالة ما لم تُثمر عن عودة الأسرى، مما يعكس قلقا كبيرا من تعقيد الوضع. ومنذ بداية العمليات العسكرية، فرضت إسرائيل حصاراً خانقاً على المنطقة، مما تسبب في تفاقم الأوضاع الإنسانية.
في سياق مماثل، دعا دفير كريب، مسؤول سابق في جهاز الأمن الإسرائيلي، إلى ضرورة تقويض حركة حماس وحزب الله بشكل سريع وفعال، مشيرا إلى الحاجة لتغيير استراتيجية المواجهة في لبنان وجعل الوضع الأمني هناك أكثر تشدداً، على غرار ما يحدث في غزة. وأعرب عن قلقه بشأن قدرة الجيش الإسرائيلي على الاستمرار في الحرب لفترة طويلة، بسبب اعتماده على قوات الاحتياط.
ختامًا، اعتبر المحلل العسكري روعي شارون أن الحكومة الإسرائيلية بحاجة ماسة إلى تجهيز استراتيجية متكاملة للتعامل مع التصعيد في الجبهة الشمالية، مشبهاً الوضع بالتجارب السابقة لإسرائيل في لبنان. وأشار إلى أهمية العمل السياسي لعدم ضياع الإنجازات العسكرية، مؤكدًا على ضرورة التوصل إلى اتفاقات سريعة قبل أن تتعقد الأمور أكثر.