بعد مرور نصف عام على عملية “طوفان الأقصى” في تاريخ 7 أكتوبر 2023، التي اطلقتها حركة حماس في فلسطين المحتلة، أصبحت الملامح الأولية للإخفاق الاستخباراتي تظهر بوضوح، ومن المتوقع أن تظهر المزيد من التفاصيل خلال الحرب على غزة. تقديرات المحللين تشير إلى أن إسرائيل لم تكن مستعدة لمثل هذا الهجوم، مما يعكس سياسة استخباراتية وعسكرية خاطئة تجاه حماس، بالإضافة إلى العلاقات المتوترة بين القادة والأجهزة الأمنية في إسرائيل.
عدم توقع قيام حماس بعمليات هجومية مفاجئة يُعزى إلى تقديرات خاطئة لقادة المؤسسات الإسرائيلية، واستمرارية في الاعتقاد بعدم واقعية السيناريوهات التي تم وضعها حول حماس. استنادا إلى تحليلات المحللين، قد تعود هذه الفشلات إلى سياسة استخباراتية مُتهورة ونهج استكباري من قبل قادة إسرائيل.
التقديرات المحلية الإسرائيلية تشير إلى استمرار استخفاف إسرائيل بحماس، حيث يذكر المحلل العسكري عاموس هرئيل حادثة مناورة عسكرية قام بها الجيش الإسرائيلي عام 2016 لتجسيد هجوم مماثل، وتوضيحه للإخفاقات التي كشفتها عملية طوفان الأقصى. عدم استعداد القوات الإسرائيلية على الحدود مع غزة والتصرفات اللاعقلانية تعكس نقص الجدية في تقدير المخاطر.
استراتيجية إسرائيل الفاشلة في التعامل مع الفلسطينيين كشخصين غير مهمين ينعكس اعتقادهم بأنهم ليسوا جزءًا أساسيًا من الاستقرار بالمنطقة. عدم الاعتراف بتهديد الفلسطينيين وانعكاساته على السياسة الأمنية ربما شجعت على الاستهتار وعدم استجابة القوات الإسرائيلية لتحذيرات الاستخبارات.
غياب الاستعداد الكامل للجيش الإسرائيلي خلال الهجوم المفاجئ يظهر بوضوح في استغناء بعض القادة عن القوات وزيادة الإجازات في هذه الفترة، مما أدى إلى عجز القوات للتعامل مع الهجوم بشكل فعال. عليهم تقدير أهمية التصعيد أو الرد المباشر على حينها، ولكن لم يتم اتخاذ أي من هذه الإجراءات.
خلاصة الموقف تعود إلى أنه من غير الممكن تجاهل مطالب الفلسطينيين بالحرية والاستقلال، ويجب بدء مفاوضات جدية معهم بدلا من تجاهلهم. الفشل في التصرف بجدية ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية قد أفضى إلى نهاية مؤلمة لإسرائيل ولقيادتها خلال هذه العملية.