سادت حالة من القلق والرعب بين الإسرائيليين بعد حادثة تسلل مسيرتين إلى تل أبيب، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض إحداهما. إلا أن هذه الحادثة تعكس، كما أشار الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة، انتعاشة ملحوظة في القدرات العسكرية لحزب الله، الذي استطاع استيعاب الضغوط السابقة والتكيف مع الظروف الراهنة. وأبرز الحيلة أن عمليات حزب الله لم تعد عشوائية، بل تستهدف نقاطًا إسرائيلية دقيقة، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التحكم في تلك الضربات.

من جهة أخرى، قدم الحيلة تحليلاً حول الاستراتيجيات العسكرية التي يعتمدها حزب الله، مشيراً إلى إدخاله مدينة حيفا ضمن نطاق الضربات، مما يضاعف من تداعيات هذه العمليات على المستوى الاقتصادي والجغرافي. تعتبر حيفا مدينة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، حيث تحتوي على ميناء حيوي ومراكز صناعية متقدمة. ومع غلق 15% من المصانع في المدينة وتراجع 60% من النشاط في بقية المنشآت، يعكس الوضع تغيرًا جذريًا في المناخ الاقتصادي للعاصمة الاقتصادية شمال إسرائيل.

وفي إطار تصاعد الضغوط العسكرية، أشار الحيلة إلى أن استمرار الهجمات من قبل حزب الله قد يؤدي إلى مأزق كبير للإسرائيليين، خصوصًا إذا تم توسيع نطاق الأهداف ليشمل تل أبيب الكبرى. ينتج عن هذا الوضع شكوك حول قدرة إسرائيل على تحمل التبعات الاقتصادية والاجتماعية لمثل هذه العمليات، خاصة في ظل زيادة حوادث العنف وتراجع مستوى الأمان في البلاد.

وعلى صعيد آخر، انتقد الحيلة أداء جيش الاحتلال، موضحًا كيف أصبح عاجزًا عن حماية إسرائيل رغم مرور سنة كاملة على الحرب. التعزيزات العسكرية لم تحقق النجاح المنشود، حيث أصبحت المسيّرات تصيب تل أبيب بالصواريخ بشكل يومي. تحدث أيضًا عن التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال في جنوب لبنان، حيث يبدي حزب الله مقاومة شديدة تجاه محاولات الهجوم.

بدوره، أضاف المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أن الوضع العسكري يعاكس تطلعات الحكومة الإسرائيلية وتأكيداتها مستمرًا في الآونة الأخيرة. وبينما يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة، يتساءل الشارع الإسرائيلي عن الخطوات المقبلة لوقف التدهور المستمر في الوضع الأمني. وبهذا السياق، يبرز تساؤل حول الاستراتيجيات التي ستتبعها الحكومة الإسرائيلية في هذا الوضع المعقد والمتغير باستمرار.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، أشار جبارين إلى أن نتنياهو يحاول تقليل أهمية القطاع وتقديمه كمنطقة ثانوية في الأجندة السياسية الإسرائيلية. كما أكد الحيلة على فشل الهجوم الأخير للاحتلال في شمال القطاع، بجانب المخاوف من ردود فعل فلسطينية قوية تزامنا مع ذكرى الهجمات السابقة، مما يزيد من تعقيد المشهد في الأراضي المحتلة. يبدو أن فكرة فشل الاحتلال أصبحت واضحة في الأذهان، وهو ما يسهم في تغيير طبيعة التفاعلات السياسية والعسكرية بين الطرفين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version